حقوقه المهدورة، من طواغيت العالم، وظلام الشعوب.
ونسأل الذي يزعم أن الإنسان فوق الله تعالى وفوق القيم: هل له صانع فهو مخلوق له، أم أن صاحبنا لا يعرف؟
إن كان الإنسان مخلوقا فخالقه بهذه الإمكانات لغرض معين، هو الذي يحدد مكانته من عالم الموجودات، ويستحيل أن يكون المصنوع فوق الصانع!!
وإن كان لا يعرف أنه مخلوق، فهو يحتمل ذلك، ويحتمل أن الإنسان ليس فوق ربه على فرض وجوده. والاحتمال يوجب عليه أن يتوقف على تفضيل الإنسان على ربه، لأن العقل الحر يقول إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال.
في صورة واحدة يمكن إطلاق هذا الشعار: إذا كان صاحبه محيطا بالكون المنظور وغير المنظور! ويعرف أنه لا يوجد إله معاذ الله! ولا يوجد مخلوق آخر فوق الإنسان! فهل يزعم غربي أنه وصل إلى مثل هذه الإحاطة؟!!
وكتب عمار بن ياسر:
إسمحوا لي بالتدخل، فكل وأحد له منظور في عبارته، لكنها في النهاية تنتهي إلى نتيجة واحدة " فالإنسان فوق كل شئ " كلام صحيح بالنسبة للحياة الدنيا، وذلك لأن الله خلق الإنسان وكرمه وحسن خلقه، وسخر له كل شئ (ما في البر والبحر) وفضله على بقية مخلوقاته، واعتبره خليفته في الأرض.
إذن " الإنسان فوق كل شئ " فإذا لم نسع لإسعاد الإنسان إلى ماذا نسعى؟ وهل جاءت الرسل والأنبياء إلا لإسعاد الإنسان، وإخراجه من الظلمات إلى النور، فالإنسان في هذه الدنيا هو المبدأ وهو المنتهى، من أجله نفكر ولتحقيق إنسانيته نسعى. والأخ غشمرة أخذ الفوقية المكانية في المنظار، لكنه يقصد أشياء أخرى من أجل من لا يتسوعب المطلوب. لكن الذي وضع العبارة في البداية " ثعلب