مستمرة.. ونظير شعوري باحتدادك في المداخلات السابقة.. هل تملك ناحيتي ثابتا معينا، يا عاملي؟
أبهاوي... كلمات نيتشه الخالدة.. (وأنا أيضا كان لي كتب جيدة) هي، أولا: ورقة مستقبلية.. أحرقتها أنت علي يا أبهاوي. وثانيا، هي كلمات مؤلمة، ومؤلمة جدا، لمن عجز عقله عن حل المشكلة، فحلها جنونه.
وكتب العاملي:
الأخوين الكريمين أبهاوي وغربي، أما إن كنتما تبحثان في نيتشه وغيره عن الحركة والتحرر من الجمود والركود.. فنعم، لأنه لا خير في الماء الراكد، ولا فيمن يألفه حتى يأسن معه! أولئك الذين يتصورون الثابت فوق التفكير وفوق البحث: لا ثوابت عندهم، ولا حقائق.. لأن الحقيقة الموضوعية تملك في ذاتها إثبات ذاتها، فهي لا تخاف على نفسها.. إنها كقطعة الكريستال، كلما حركتها كلما خلبت ناظريك بتجدد أضوائها، وانكسار الشعاع من زواياها! إنها تشرق بالتحرك، وتخمد بالسكون..
الذين لا يقبلون أن يتحرك الفكر الإنساني باحثا عن الحقائق.. هم الخامدون وليست الحقائق. وأول دروس المنطق: العالم متغير، وكل متغير حادث...
وسألتني أيها الغربي عن الثوابت، فهي فيك كثيرة.. أولها حب الحركة الدائب الباحث عن حقائق جديدة.
ختاما، لكما هذا الحديث الذي جعله النبي صلى الله عليه وآله ميزانا للمتحرك والراكد: الشاب السخي المرهق بالذنوب أقرب إلى الله وأحب اليه من الشيخ العابد البخيل.. فالعابد يأخذ لنفسه فقط، فهو راكد، والسخي يعطي مجتمعه فهو متحرك..
والمتحرك منسجم مع الكون المتحرك، وأقرب إلى الحقيقة وربها.