ولا بد أنه قرأ في البيان الشيوعي: Communist Menifesto: (إن الدستور والأخلاق والدين كلها خدعة البورجوازية، وهي تتستر وراءها من أجل مطامعها)!
وقول نبيه لينين في مؤتمر منظمة الشباب الشيوعي: (إننا لا نؤمن بالإله، ونحن نعرف كل المعرفة أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبورجوازيين لا يخاطبوننا باسم الإله إلا استغلالا ومحافظة على مصالحهم، إننا ننكر بشدة جميع هذه الأسس الأخلاقية التي صدرت عن طاقات وراء الطبيعة غير الإنسان، والتي لا تتفق مع أفكارنا الطبقية، ونؤكد أن كل هذا مكر وخداع، وهو ستار على عقول الفلاحين والعمال، لصالح الاستعمار والإقطاع، ونعلن أن نظامنا لا يتبع غلا ثمرة النضال البروليتاري فمبدأ جميع نظمنا الأخلاقية هو الحفاظ على الجهود الطبقية البروليتارية). (Selected Works. Moscow. 1947. Vol. II. p 667).
لذلك لم يكن العلماني شرسا شتاما مثل تلميذه، وعبده غربي! وكان أقل تزويرا منه حيث جعل الموضوع أننا نتهم الملحدين الحسيين بأنهم لا يؤمنون بوجود بعض الموجودات غير الحسية، فقال العلماني: (وهل نسي الماديون أيضا بأن الجمال والحرية والعدالة والحب والبغض والخير والشر والصداقة والسلام، كلها غير محسوسة؟ وهل ينكرون وجودها طبقا لنظريتهم؟) وبذلك جعل محل النقاش أنه هل يعترف الملحدون بوجود هذه الأشياء أم لا؟! وهرب من موضوعنا الذي هو نفس الحس، وهل أنه محسوس أم لا؟ فحاولت إعادته إلى الموضوع، فهرب موليا!! ولعله بعث تلميذه غربي ليشتمنا!
إن مشكلة الملحدين الكبار أرباب غربي والعلماني أنهم حصروا الوجود بالمادة المحسوسة وتأثيراتها، فعجزوا عن تفسير غير الحسي، بل عن تفسير إدراك العقل لوجود الموجود الحسي نفسه، بل عن تفسير كل العمليات العقلية التي تتوقف عليها نظريتهم، فكل عمل عقلي يتوقف على حقائق غير حسية!