هذا هو موقفي الذي لم يأت عن عاطفة هوجاء، أو استكبار، أو طغيان، بل جاء بعد درس وتمحيص وملاحظة ومشاهدة.. انصرفت بعدها عن الانشغال بالله (فلقد كنت أنوي اتخاذ الدين مهنة في العقدين الأولين من عمري) إلى الانشغال بالإنسان، وأصبحت أرى فيه يوما بعد يوم طريقا ومشروعا وغاية جديرة بالاهتمام، فهذا الكائن من فصيلة الهوموسابيان، هو الوحيد الذي طور الأرض وأعمرها، وحاول أن ينتشل طينها ويسبغ عليه قيما علوية، وهو حقيق أن يعيش بين الولادة، والموت عيشة سامية هادئة صافية.
أما الله فهو فكرة محضة ليست من الدنيا في شئ، ووجوده وعدم وجوده في حياة الأشخاص سواء لو لم يعولوا عليه، أما انتظاره كي يغيثهم فهو سبب بلائنا الأكبر الذي استلبهم، والذي قعد بهم عن تنمية إنسانيتهم وتطوير كفائتهم.. فنحن في هذا الشرق نقنع منذ ألوف السنين بالعصافير على الشجرة، ونترك العصفور الذي في يدنا..
وكتب له أبو هاجر:
يا علماني، الموضوع هو دعوة للحوار في نقطة محددة، وهي مسألة وجود الله. وأما انطباعاتك الشخصية ورؤاك للأحداث التاريخية، فأرجو أن تؤجلها لبعد الفراغ من النقطة التي دعيت إلى بحثها.
وكتب حسام الراغب:
الإخوة غربي. علماني.. الردود الأفقية لا تشبع! العمق أعزائي العمق، هو الحل هو الرد! قد وصلت الآن، سأرد اليوم.. ظهرا! تحياتي.
وكتب أبو هاجر:
حسام راغب: لم تضف أية معلومات تفيد موضوع البحث، وإذا كان بينك