النجار و " يعقل " الطاولة التي صنعها. لكن " الطاولة " لا تعرف ولا " تعقل " صانعها. وكل ادعاء بعكس ذلك باطل وقبض ريح! واسألوا الطاولة! وقد أزيد أن " الخليقة " لا يمكن لها أن تعقل طبيعة خالقها و " تموضعه ") انتهى.
لقد خلطت بين معرفة أصل وجود الله تعالى، وبين معرفة ماهيته وذاته؟!
فمعرفة أصل وجوده أمر ميسور لكل إنسان، بل إن (جينات) تلك المعرفة مخلوقة في فطرته، ولا يضل عن خالقه إلا إذا شوه فطرته! وحتى الذين شوهوا فطرتهم بالظلم والشذوذ والفواحش، تراهم إذا أصابهم خطر وأوشكت سفينتهم على الغرق، تنتفض فطرتهم وتنفض عنها الأثقال التي راكموها عليها، وتتجه إلى من تعلم وجوده، وتعلم أن باستطاعته إنقاذها، فتكلمه وتطلب منه النجاة، فينجيها! سبحانه من حليم رحيم.
نعم يمكنك تشبيه الإنسان بالطاولة بالنسبة إلى معرفة ذات ربه، لكنه بالنسبة إلى معرفة وجود ربه إنسان عاقل يدرك وجود خالقه ويتعامل معه، حتى لو لم يعرف كنه ذاته!! فأنت لست كالطاولة الصماء، بل أعطاك خالقك عقلا تدرك به وجوده، وأنه فوق الطبيعة، لا يخضع لقوانين زمانها ومكانها، لأنه خلق المكان والزمان وما فيهما. فأرجو أن لا تخشب نفسك!!
ثالثا، أين جواب أسئلتي عن أهمية احتمال العقل لوجود الله تعالى وإيجابه البحث عنه؟ هل كان جوابها السخرية، وهي تمس مصيرك وحاضرك؟! أم أن الذي يدعي الثقافة والموضوعية يجب عليه أن لا يخجل ويهرب من الموضوع؟!
رابعا، ما ربط المهنة وعلماء الدين والكهنوت بموضوعنا؟ وما هو هدفك من السخرية بي بصفتي عالم دين؟! أرجو أن تفسر لي قولك البائس: (وكم ستكون الحياة جميلة حين لا يغذي " رجال الكهنوت " مناظرات كهذه! ولن يقلعوا عن مهنتهم " هذه فهي " الأقدم " والأجزى بين جميع المهن... الخ.).