مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته، وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيبات المبينات، علمت أن لهذا مقدرا ومنشئا). (الكافي: 1 / 78) 2 - عن أحمد بن محسن الميثمي قال: كنت عند أبي منصور المتطبب فقال: أخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام فقال ابن المقفع، ترون هذا الخلق، وأومأ بيده إلى موضع الطواف، ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس، يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله. فأما الباقون فرعاع وبهائم!
فقال له ابن أبي العوجاء: وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ، دون هؤلاء؟ قال: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم!
فقال له ابن أبي العوجاء: لابد من اختبار ما قلت فيه منه.
قال فقال ابن المقفع: لا تفعل فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك.
فقال: ليس ذا رأيك، ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت!
فقال ابن المقفع: أما إذا توهمت علي هذا فقم إليه، وتحفظ ما استطعت من الزلل، ولا تثني عنانك إلى استرسال فيسلمك إلى عقال. وسمه مالك أو عليك. قال: فقام ابن أبي العوجاء وبقيت أنا وابن المقفع جالسين، فلما رجع إلينا ابن أبي العوجاء قال: ويلك يا ابن المقفع ما هذا ببشر، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا، ويتروح إذا شاء باطنا، فهو هذا!
فقال له: وكيف ذلك؟ قال: جلست إليه فلما لم يبق عنده غيري، ابتدأني فقال: إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء، وهو على ما يقولون، يعني أهل