وأما قولك يا مذل المؤمنين فوالله لئن تذلوا وتعافوا أحب إلى من أن تعزوا وتقتلوا فإن رد الله علينا حقنا في عافية قبلنا، وسألنا لله العود على أمره وإن صرفه عنا رضينا وسألنا الله العون على أمره، وإن صرفه عنا رضينا وسألنا الله أن يبارك في صرفه عنا، فليكن كل رجل منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام معاوية حيا فإن يهلك ونحن وأنتم أحياء سألنا الله العزيمة على رشدنا والمعونة على أمرنا، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
____________________
لقد كانت خطة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في عدم محاربته مع معاوية خطة حكيمة إذ كان عليه السلام يعلم بخذلان أهل العراق له وإطاعة أهل الشام معاوية بن أبي سفيان مما يسفر عن إراقة الدماء بلا نتيجة، ثم يلبس معاوية الأمر على الناس مما يذهب بقيمة الحرب الأدبية وذلك بخلاف قيام الإمام الحسين عليه السلام ونهضته في وجه يزيد الإجرام فإنه أنتج فوائد عظيمة لا تزال معطياتها تغذى الأجيال بالعز والإباء والشمم كل ذلك إذ وجد أنصارا مخلصين ثابتين له.