من الحسن بن علي إلى عمرو بن العاص، أما بعد... فقد بلغني أنك تقوم على منبر مصر على عتو آل فرعون، وزينة آل قارون، وسيماء أبي جهل، تنتقص عليا، ولعمري لقد أوترت غير قوسك، ورميت غير غرضك، وما أنت إلا كمن يقدح في صفاة، في بهيم أسود، فركبت مركبا صعبا، وعلوت عقبة كؤودا، فكنت كالباحث عن المدية لحتفه، يا ابن جزار قريش ليس لك سهم في أبيات سؤددها، ولا عائد بأفنية مجدها ولا بفالج قداحها، لا أحسبك تحظى بما تذكر غير قدرك الحقير، ونسبك الدخيل، ونفسك الدنية الحقيرة التي آثرت الباطل على الحق، وقنعت بالشبع والدني من الحطام الفاني، لقد مقتك الله فأبشر بسخطه، وأليم عذابه، وجزاء ما كسبت يداك، وما الله بظلام للعبيد.
____________________
كان أمثال عمر وبن العاص من السفلة الذين كانوا ينتقصون الإمام الحسن عليه السلام لتقوية مركزيتهم ومكانتهم لدى السلطة الأموية الجائرة، ولذا كتب إليه الإمام هذا الكتاب يؤنبه ويوبخه بفعلته تلك النكراء، ويذكره بنسبه الدخيل وذمائم أفعاله وأخلاقه.