(2) ومنها كتابه عليه السلام (1) إلى معاوية كتب عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله الحسن بن أمير المؤمنين إلى معاوية بن صخر، أما بعد فإن الله تعالى بعث محمدا رحمة للعالمين فأظهر به الحق، وقمع به
الباطل، وأذل به أهل الشرك، وأعز به العرب عامة، وشرف بهم من شاء منهم خاصة، فقال تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك، فلما قبضة الله تعالى تنازعت العرب الأمر بعده فقالت الأنصار منا أمير، ومنكم أمير، وقالت قريش نحن أولياؤه وعشيرته، فلا تنازعوا سلطانه،
فعرفت العرب ذلك لقريش، ونحن الآن أولياؤه، وذوي القربى منه، ولا غرو أن منازعتك إيانا بغير حق في الدين معروف، ولا أثر في الإسلام محمود، والموعد الله تعالى بيننا وبينك، ونحن نسأله تبارك وتعالى أن لا يؤتينا في هذه الدنيا شيئا ينقصنا به في الآخرة.
وبعد: فإن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لما نزل به
الموت ولا هم هذا الأمر بعده فاتق الله يا معاوية، وانظر لأمة محمد ما تحقن به دماءهم وتصلح به أمورهم والسلام.
____________________
الإمام الحسن بن علي عليه السلام هو الخليفة الشرعي الإلهي على الأمة جمعاء بعد أبيه أمير المؤمنين لكنه أراد في رسالته هذه أن يحتج على معاوية بما هو مسلم لديه إرغاما للخصم بمسلماته، فبين أن الأولوية لو كانت هي المعيار فهي موجودة فيه لا في معاوية وبهذا ألقم معاوية الحجر ودمغه فإذا هو زاهق.