وسأله رجل أن يكون صديقا له وجليسا 24 - فقال عليه السلام له: إياك أن تمدحني، فأنا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب، أو تغتاب عندي أحدا.
فقال الرجل ائذن لي في الانصراف.
قال عليه السلام: نعم إذا شئت.
25 - وقال عليه السلام: أعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها أعظمهم عند الله شأنا، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصديقين ومن شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام حقا. لقد ورد على أمير المؤمنين إخوان له مؤمنان أب وابن فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه ثم جاء قنبر بطشت وإبريق خشب ومنديل، وجاء ليصب على يد الرجل ماء فوثب أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ الإبريق ليصبه على يد الرجل فتمرغ الرجل في التراب وقال يا أمير المؤمنين يراني الله وأنت تصب على يدي قال: أقعد واغسل فإن الله عز وجل يراك وأخاك لا يتميز منك ولا يتفضل عنك، يريد بذلك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلى حسب ذلك في ممالكه فيها، فقعد الرجل، فقال له علي عليه السلام: أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته ونحلته وتواضعك لله حتى جازاك أن تدني لما شرفك به من خدمتي لك لما غسلت يدك مطمئنا، كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبر، ففعل الرجل ذلك فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية