(12) ومن كلامه عليه السلام (1) في الوعظ والإرشاد عن جنادة بن أمية قال: دخلت على الحسن بن علي عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم، ويخرج كبده قطعة قطعة، من السم الذي سقاه معاوية عليه الهاوية، فقلت: يا مولاي ما لك تعالج نفسك؟! فقال يا عبد الله: بماذا أعالج الموت؟ قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم التفت إلى وقال: والله لقد عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن هذا الأمر يملكه اثنى عشر إماما من ولد علي وفاطمة ما منا إلا مسموم أو مقتول.
ثم رفع الطست وبكى.
قال جنادة: فقلت له: عظني يا ابن رسول الله!
قال نعم: استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول أجلك..
واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت، على يومك الذي أنت فيه..
واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك، واعلم أن في حلالها حسابا وفي حرامها عقابا، وفي الشبهات عتابا،