فأطرق الإمام الحسن عليه السلام مليا، ثم رفع رأسه.
فقال: الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم، ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك، ولا بعد محدود ولا أمد بحتى، ولا شخص فتجزئ، ولا اختلاف صفة فيتناهى، فلا تدرك العقول أو هامها ولا الفكر وخطراتها. ولا الألباب أذهانها صفته، فبقول متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما، ولا تارك فهلا، خلق الخلق فكان بديئا، ابتدع ما ابتدع، وابتدع ما ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما استزاد، ذلكم الله ربي رب العالمين
____________________
بيان: لعل إطراق الإمام عليه السلام برأسه قبل بيان الخطبة كان لأجل أن يتعرف نفسية السائل ويتأمل في جوانب شخصيته حتى يلقى إليه قدر ما يتحمله من العلم المعرفة فإن النفوس تختلف في درك المعلومات، وتلقي المعارف وفهم الأسرار الإلهية.
وقد ورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وآله كان يطرق برأسه إذا سأل عن شئ ثم يجيب.
وهذه الخطب كلها تؤكد على أمر واحد وهو كون الخالق ليس كالمخلوق في الحدود والخصوصيات بل هو بغير زمان ومكان وحد وتخطيط وما أشبهه.
وقد ورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وآله كان يطرق برأسه إذا سأل عن شئ ثم يجيب.
وهذه الخطب كلها تؤكد على أمر واحد وهو كون الخالق ليس كالمخلوق في الحدود والخصوصيات بل هو بغير زمان ومكان وحد وتخطيط وما أشبهه.