الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن (ع) - السيد مصطفى الموسوي - الصفحة ٨٣
وأخذت أسيرا، فقلدت قومك العار، لأنك في الحروب خوار، أتهريق دمي فهلا أهرقت دم من وثب على عثمان في الدار فذبحه كما يذبح الجمل، وأنت تثغو ثغاء النعجة، وتنادي بالويل والثبور كالمرأة الوكعاء، ما دافعت عنه بسهم، ولا منعت دونه بحرب، قد ارتعدت فرائصك، وغشي بصرك، واستغثت بي كما يستغيث العبد بربه، فأنجيتك من القتل، ومنعتك منه، ثم جعلت تبحث عن دمي، وتحض على قتلي، ولو رام ذلك معاوية معك لذبح كما ذبح ابن عفان، وأنت معه أقصر يدا، وأضيق باعا، وأجبن قلبا من أن تجسر على ذلك، ثم تزعم أني ابتليت بحلم معاوية.
أما والله لهو أعرف بشأنه، واشكر لنا إذ وليناه هذا الأمر، فمتى بدا له فلا يغضين جفنه على القذى معك، فوالله لأعنفن أهل الشام بجيش يضيق فضاؤه، ويستأصل فرسانه، ثم لا ينفعك عند ذلك الروغان والهرب، ولا تنتفع بتدريجك الكلام، فنحن من لا يجهل آباؤنا الكرام القدماء الأكابر وفروعنا السادة الأخيار الأفاضل.
فأقبل عليه معاوية فقال: قد نهيتك عن هذا الرجل - إلى أن قال:
فليس أبوه كأبيك، ولا هو مثلك، أنت ابن الطريد الشريد، وهو ابن رسول الله الكريم.
____________________
لقد كان مروان من المنافقين المتسترين باسم الإسلام الخداعين للناس بلباسه الإسلامي فرأى الإمام الحسن عليه السلام أن من اللازم عليه فضحه لدى المجتمع حتى لا يغرر به الناس، ولئلا يقعوا في حبالته وشبكته.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 80 81 82 83 84 85 86 87 90 ... » »»
الفهرست