ألم تعلم أبا سمعان أنا * نرد الشيخ مثلك ذا الصداع ويذهل عقله بالحرب حتى * يقوم فيستجيب لغير داع فدافع عن خزاعة جمع بكر * وما بك يا سراقة من دفاع انهزام أصحاب الجمل:
خندق طلحة والزبير وخرج صبيان العسكرين فتسابوا ثم تراموا ثم تتابع عبيد العسكرين والسفهاء ونشبت الحرب وألجأتهم إلى الخندق فاقتتلوا عليه حتى أقبلا إلى موضع القتال فدخل منه أصحاب علي وخرج الآخرون ونادى علي: ألا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تدخلوا الدور ونهى الناس، ثم بعث إليهم أن اخرجوا للبيعة فبايعهم على الرايات. وكان جيش علي 12000 وهم الذين قدم بهم البصرة.
وسأل مالك بن حبيب عليا. فقال له: ما أنت صانع إذا لقيت هؤلاء القوم؟ قال:
قد بان لنا ولهم أن الإصلاح، الكف عن هذا الأمر. فإن بايعونا فذلك، فإن أبوا وأبينا إلا القتال فصدع لا يلتئم. قال فإن ابتلينا فما بال قتلانا؟ قال من أراد الله عز وجل نفعه ذلك وكان نجاءه، وقام علي فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه وقال:
يا أيها الناس املكوا أنفسكم وكفوا أيديكم وألسنتكم عن هؤلاء القوم، فإنهم إخوانكم واصبروا على ما يأتيكم، وإياكم أن تسبقونا، فإن المخصوم غدا من خصم اليوم.
ولما التقى علي رضي الله عنه بطلحة قال له طلحة يبرر خروجه عليه: قد ألبت الناس على عثمان رضي الله عنه. قال علي: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) يا طلحة، تطلب بدم عثمان رضي الله عنه، فلعن الله قتلة عثمان، يا زبير، أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه فقلت: لا يدع ابن أبي طالب زهوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه ليس به زهو ولتقاتلنه وأنت له ظالم؟ فقال: اللهم نعم، ولو ذكرت