وقد تقدم حديث ابن عباس في سعة علمه متضمنا ذكر شجاعته.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في " التبر المذاب " (ص 53 نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال:
وأما الشجاعة فهو مشهور بها عند الخاص والعام فهي أنور من النهار وأضوء من الشمس لذوي الأبصار، وقد كان جماعة من الصحابة لهم صفات الشجاعة كعمر بن الخطاب والزبير بن العوام وخالد بن الوليد وأبي دجانة الأنصاري وكل منهم معترف لعلي بالرجحان على الشجعان وقد شهدت له بالشجاعة مغازي النبي صلى الله عليه وسلم ففي غزاة بدر قتل فيها صناديد قريش كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد بن العاص الذي أحجم المسلمون عنه ونوفل بن خويلد الذي قرن أبا بكر وطلحة بن عبيد الله قبل الهجرة وأوثقهما بحبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم بحضوره: اللهم اكفني نوفلا. ولما قتله علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أجاب دعائي فيه. ولم يزل يقتل واحدا بعد واحد حتى قتل نصف المقتولين وكانوا سبعين قتيلا.
وفي غزاة أحد انهزم المسلمون وعلي يدافع عنه وصاح صائح في المدينة قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانخلعت القلوب ولما أفاق صلى الله عليه وسلم من غشيته قال: يا علي ما فعل المسلمون؟ قال: نقضوا العهد وولوا الدبر. فقال: يا علي اكفني أمر هؤلاء فتعجبت الملائكة من ثباته فقال جبرئيل: قد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي عليه السلام لك بنفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه.
وغزاة الخندق حين نادى عمرو بن ود بالبراز ولم يخرج إليه أحد وكأنها على رؤسهم الطير فخرج إليه علي عليه السلام وقتله. قال ربيعة السعدي: أتيت حذيفة اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إنا لنتحدث عن علي عليه السلام ومناقبه فيقول أهل البصرة