هذا العسل الذي معك، فبعث إليها بزقين من عسل، وزقين من سمن. فلما أن خرج علي إلى الصلاة عدها فوجدها تنقص زقين، فدعاه، فسأله عنهما، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تسلني عنهما، فإنا نأتي بزقين مكانهما، قال: عزمت عليك لتخبرني ما قصتهما، قال: بعثت إلي أم كلثوم فأرسلت بها إليها، قال: أمرتك أن تقسم فئ المسلمين بينهم. ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردي الزقين، فأتى بهما مع ما نقص منهما، فبعث إلى التجار: فزموهما مملوءتين وناقصتين، فوجدوا فيهما نقصان ثلاثة دراهم وشئ، فأرسل إليها أن أرسلي إلينا بالدراهم، ثم أمر بالزقاق فقسمت بين المسلمين.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 40 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن جده قال: قدم عمرو بن سلمة أصبهان - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في " رفع الخفا شرح ذات الشفا " (ج 2 ص 279 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال:
روى الفقيمي عن قنبر مولى علي كرم الله وجهه قال: دعاني الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال لي: يا قنبر عندي أربع نسوة حرائر والله ما بقي في بيت واحدة منهن فضل فن قوتها، فاستلق لي درهما اشترى به طعاما لهذا الضيف، فأتيته بدرهم واشتريت به طعاما، فقال: هذا الطعام يعني الخبز فأين الأدم؟ ثم قال: هذه زق عسل جاءت من اليمن، فأعطنا منها مقدار ما يأتدم به الضيف، فقلت: كيف أعطيك قبل أن يقسمها أمير المؤمنين، فقال: إن لنا فيها حقا فإذا أعطانا حقنا رددنا ما أخذناه، قال قنبر: فقمت إلى زق منها فأخذت منه مقدار رطل، فلما كان من الغد جاء علي كرم الله