ولعل وجه نهيه كرم الله وجهه أن هاهنا بيع غرر لعدم تعيين السلعة ومعرفة الثمن، وذلك قد يفضي إلى التنازع الذي ضره أكثر من نفعه وشره أخطر من خيره.
وقال في ص 214:
ومن أقضيته كرم الله وجهه أن رجلا شكا إليه آخر زعم أنه احتلم بأمه. فذكر الإمام كرم الله وجهه أن الحلم في المنام بالنسبة للحالم مثله كالظل للبناء والشجر ونحو ذلك، ثم قال للشاكي: أوقف غريمك في الشمس ثم اضرب ظله. ومع ذلك فإننا نضربه حتى لا يعود يؤذي المسلمين، فضربه ما دون حد القذف.
ومن أقضيته كرم الله وجهه قضاؤه بأن لا يؤكل لحم الدجاج إلا إذا حبس على الغذاء النظيف ثلاثة أيام، وكذلك البط لا يؤكل إلا إذا حبس على الغذاء النظيف خمسة أيام.
ومن أقضيته كرم الله وجهه قضاؤه بقطع يد الذي ينبش القبور، فيسرق الأكفان وأشياء الموتى ويهتك أستارهم، وذلك أنه قال: إن النباش سارق.
وقال في ص 215:
ومن أقضيته كرم الله وجهه ما يرويه الثقة عن الإمام جعفر الصادق من قوله: كان أمير المؤمنين علي عليه السلام إذا بلغه أن مولى تزوج حرة، طلب إليه أن يطلقها، فإن أبى جعل له الإمام حظيرة من قصب أو جريدة فحبسه فيها، ثم أعطاه قوته من طعام وشراب حتى يطلق زوجته.
ومن أقضيته كرم الله وجهه ما يرويه الثقة من أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني طلقت امرأتي تطليقة في الشرك وتطليقتين في الإسلام، فما ترى يا أمير المؤمنين؟ فسكت عمر. فقال الرجل: ما تقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: كما أنت حتى يجئ علي بن أبي طالب. فلما جاء علي قص