وروى في باب ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله من النصيحة للمسلمين عن سفيان الثوري أنه قال لرجل اذهب بنا إلى جعفر بن محمد قال: فذهبت معه إليه فقال له: حدثنا عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله بمسجد الخيف فذكرها له ومن جملتها ثلاث لا يغل عليهن قلب أمر مسلم، إخلاص العمل لله والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم قال الرجل فلما ركبنا قلت والله لقد ألزم رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا قال: وما هو قلت النصيحة لأئمة المسلمين من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم معاوية ويزيد ومروان ومن لا تجوز شهادته واللزوم لجماعتهم فأي الجماعة مرجئ أو قدري أو حروري أو جهمي قال فأي الجماعة قلت: جماعة أهل بيته قال فأخذ الكتاب فمزقه وقال: لا تخبر بهذا أحدا (1).
فصل ومنهم عمرو بن عبيد وحاله أيضا معلوم في فساد مذهبه وشدة نصبه وقد تقدم في حديث سفيان ما يدل على ذلك.
وقد روى الكليني والصدوق والطبرسي وغيرهم بأسانيدهم عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث هشام بن الحكم واحتجاجه على عمرو بن عبيد في الاحتياج إلى الإمام ما يدل على مخالفته لاعتقاد الشيعة وإنكاره لذلك وتقرير الصادق عليه السلام لهشام حيث خصمه واستحسانه لذلك (2).
وروى في حديث دخوله مع المعتزلة على أبي عبد الله عليه السلام ما هو أبلغ من ذلك في الفرض المطلوب من خروجه مع محمد بن عبد الله بن الحسن ودعائه الصادق عليه السلام إلى بيعته ونسبته له إلى الضلال وغيره مما هو مذكور في كتاب الجهاد وبالجملة فحاله أوضح من أن يبين (3).