الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٧٩
فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم ثم يترقى بهم القول إلى قول الحلاجية كما اشتهر من أبي الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعا لعاين الله تترى.
ومنهم: محمد بن نصير النميري ثم ذكر حاله وإلحاده ولعن العمري له وفساد اعتقاده إلى أن قال ومنهم: أحمد بن هلال الكرخي أنكر وكالة العمري فلعنه الشيعة وتبرأت منه وورد التوقيع بلعنه والبراءة منه في جملة من لعن.
ومنهم: أبو طاهر محمد بن علي بن بلال أنكر وكالة العمري أيضا وأمسك الأموال التي كانت عنده فتبرأت الجماعة منه ولعنوه وخرج فيه من صاحب الزمان ما هو معروف.
ومنهم: الحسين بن منصور الحلاج روى أنه لما أراد أن تظهر فضيحته وقع له أن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي ممن تجوز عليه مخرقته وتتم عليه حيلته لعظم أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب ثم ذكر المراسلة بينهما وإن أبا سهل اقترح عليه أمرا يستدل به على صحة دعواه للوكالة فصيره أحدوثة وضحكة عند الصغير والكبير لظهور عجزه وانقطاعه وذكر أن الحلاج كتب كتابه إلى علي بن الحسين بن بابويه يستدعيه إلى الاقرار بوكالته وإن ابن بابويه مزقها وضحك منها ثم اتفق اجتماعه به وهو لا يعرفه فلما عرفه أمر ابن بابويه بضربه وإهانته فضرب وأخرج من المكان ولعنه وطرده من قم.
ومنهم: ابن أبي العزاقر ثم ذكرها ما ظهر منه من الكذب والكفر حتى أمرهم أبو القاسم بن روح بلعنه والبراءة منه فلما خرج لعنه أظهروه عليه فبكى بكاء عظيما (1).
ثم قال: إن لهذا القول باطنا وهو أن اللعن الإبعاد فمعنى لعنه الله أبعده من النار والعذاب فالآن قد عرفت منزلتي وأوصاهم بكتم ذلك وذكر له أشياء كثيرة قبيحة، منها أنه صريح بالتناسخ والحلول والاتحاد وتعدى إلى قول الحلاج.
ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان بلعن أبي جعفر العزاقري والبراءة منه وممن

(١) راجع كتاب الغيبة ص ٢٤٤ - 250.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200