الخامس: ما ذكره أيضا في الرسالة المشار إليها في مقام الرد على الإمامية الذين يدعون الأخذ عن المعصوم فقال والحاصل أنه لا حاصل عندهم ولا طائل لكلامهم ولولا سوء نظرة الجاهل ما انتهت تلك البدعة مع ضعفها إلى هذه الدرجة لكن شدة التعصب دعت الذاهبين عن الحق إلى تطويل النزاع معهم في المقدمات وإلى مجاهدتهم فجاهدناهم في دعواهم أنه الحاجة إلى التعليم وإلى المعلم وفي دعواهم أنه لا يصلح كل معلم بل لا بد من معلم معصوم وأطال في مثل هذا المقال إلى أن نسب الأنبياء إلى إمكان الخطأ في الاجتهاد فضلا عن معصومهم.
السادس: ما ذكره أيضا فيها من أنه ذكر في القسطاس المستقيم موازين يقتضي رفع الاختلاف في كل شئ قال: فإن قيل إذا كان في يدك مثل هذا الميزان فلم لم ترفع الخلاف بين الخلق قلت: لو أصغوا إلي لرفعت الخلاف بينهم وذكرت طريق رفع الخلاف هناك وإمامك يريد رفع الخلاف بين الخلق مع عدم إصغائهم فلم لم يرفع الخلاف إلى الآن ولم لم يرفعه علي بن أبي طالب وهو رأس الأئمة؟ ولم يقدر على ذلك وهل حصل بين الخلق بسبب دعوته إلا زيادة الاختلاف وأطال الكلام في مثل هذا التشنيع والدعوى أنه يرفع الاختلاف دون الإمام إلى غير ذلك من الأقوال المباينة لاعتقاد الإمامية (1).
السابع: ما ذكره أيضا في الرسالة المذكورة قال: وليس المقصود الآن الافساد مذهبهم يعني الإمامية قال وقد ذكرت ذلك في كتاب المستظهرين أولا وفي كتاب حجة الحق ثانيا وفي جواب ما ورد من هذان ثالثا وفي الدرج المرقوم رابعا وفي كتاب القسطاس المستقيم خامسا وهو كتاب مستقل مقصوده بيان ميزان العلوم وإظهار الاستغناء عن الإمام، بل المقصود إن هؤلاء ليس معهم شئ من الشفا المنجي من ظلمات الأرض بل هم مع عجزهم عن إقامة البرهان على تعيين