وعن علي بن الحسين عليه السلام أنه مر بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فوقف عليه ثم قال له إمسك أسئلك عن الحال التي أنت عليها مقيم أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله للموت (1)؟ فقال: لا قال أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها قال: فأطرق مليا فقال إني أقول بلا حقيقة قال: أفترجو نبيا بعد محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: لا قال: أفترجو دارا بعد هذه الدار يعمل فيها؟ قال: لا، أفرأيت أحدا به مسكة عقل يرضى بهذا لنفسه ويعظ الناس فترك الوعظ بالكلية (2).
وعن أبي حمزة الثمالي أن أبا جعفر عليه السلام قال للحسن أنت فقيه أهل البصرة قال: نعم قال: فيها أحد تأخذ عنه قال: لا قال: كلهم يأخذون عنك؟ قال: نعم قال لقد تقلدت عظيما من الأمر بلغني أنك تقول إن الله خلق الخلق ففوض إليهم أمورهم فسكت فذكر كلاما طويلا في بطلان التفويض ثم قال أبو جعفر عليه السلام إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطبا ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت ثم ذكر أنه فسره على غير وجهه وأورد كلاما في اختصاصهم بالعلم وتفسير القرآن إلى أن قال: فلم ينته الاصطفاء إليكم بل انتهى إلينا ونحن تلك الذرية لا أنت وأشباهك يا حسن (3) وحديث ابن أبي العوجاء مشهور.
وفي الكافي والفقيه والاحتجاج مذكور - رواه عيسى بن يونس قال: كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد فقيل له تركت مذهب صاحبك فقال: إن صاحبي كان مخلطا طورا بالقدر وطورا بالجبر وما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه (الحديث) (4).