وبالجملة فطريقته معلومة مخالفة لطريقة الشيعة والأئمة وقد كان مجانبا لهم مشغولا بتشييد مباني الرياسة والاشتغال بالفتوى برأيه ودعا الناس إلى نفسه وغير ذلك مما هو ظاهر من حاله.
فصل ومنهم سفيان الثوري ونصبه وعداوته أيضا ظاهر وانحرافه عن طريقة الأئمة عليهم السلام فضلا عن شيعتهم واضح ومع ذلك قد اغتر به وبأمثاله بعض الشيعة فتعين أن نذكر بعض مطاعنه وناهيك بما تقدم في الباب الثاني من جرأته على الصادق عليه السلام في لبس تلك الثياب ونسبته له إلى مخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وغير ذلك.
وقد صرح العلامة وابن داود وغيرهما بأن سفيان الثوري ليس من أصحابنا، وأورده في قسم الضعفاء المذمومين الذين لا تقبل روايتهم مع ما هو معلوم من تتبع كتب الشيعة كما مر مثله وقد روى الكشي والكليني عدة أحاديث في اعتراضه على أبي عبد الله عليه السلام في لبس الثياب الجهلة ومناقشته له كما تقدم.
وروى الكشي أيضا بإسناده عن ميمون بن عبد الله أنه أتى أبا عبد الله عليه السلام قوم يسألونه الحديث من أهل الأمصار فقال لي أتعرف أحدا من القوم قلت: لا قال كيف دخلوا علي قلت هؤلاء يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون عمن أخذوا الحديث فقال لرجل منهم هل سمعت من غيري الحديث قال: نعم قال فحدثني ببعض ما سمعت فقال:
إنما جئت لأسمع منك لم أجئ أحدثك.
فقال للآخر: ما يمنعه أن يحدثني بما سمعت فقال حدثني سفيان الثوري عن جعفر بن محمد أنه قال: النبيذ كله حلال إلا الخمر ثم سكت فقال أبو عبد الله زدنا قال حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء.