الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٧٤
وبالجملة فطريقته معلومة مخالفة لطريقة الشيعة والأئمة وقد كان مجانبا لهم مشغولا بتشييد مباني الرياسة والاشتغال بالفتوى برأيه ودعا الناس إلى نفسه وغير ذلك مما هو ظاهر من حاله.
فصل ومنهم سفيان الثوري ونصبه وعداوته أيضا ظاهر وانحرافه عن طريقة الأئمة عليهم السلام فضلا عن شيعتهم واضح ومع ذلك قد اغتر به وبأمثاله بعض الشيعة فتعين أن نذكر بعض مطاعنه وناهيك بما تقدم في الباب الثاني من جرأته على الصادق عليه السلام في لبس تلك الثياب ونسبته له إلى مخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وغير ذلك.
وقد صرح العلامة وابن داود وغيرهما بأن سفيان الثوري ليس من أصحابنا، وأورده في قسم الضعفاء المذمومين الذين لا تقبل روايتهم مع ما هو معلوم من تتبع كتب الشيعة كما مر مثله وقد روى الكشي والكليني عدة أحاديث في اعتراضه على أبي عبد الله عليه السلام في لبس الثياب الجهلة ومناقشته له كما تقدم.
وروى الكشي أيضا بإسناده عن ميمون بن عبد الله أنه أتى أبا عبد الله عليه السلام قوم يسألونه الحديث من أهل الأمصار فقال لي أتعرف أحدا من القوم قلت: لا قال كيف دخلوا علي قلت هؤلاء يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون عمن أخذوا الحديث فقال لرجل منهم هل سمعت من غيري الحديث قال: نعم قال فحدثني ببعض ما سمعت فقال:
إنما جئت لأسمع منك لم أجئ أحدثك.
فقال للآخر: ما يمنعه أن يحدثني بما سمعت فقال حدثني سفيان الثوري عن جعفر بن محمد أنه قال: النبيذ كله حلال إلا الخمر ثم سكت فقال أبو عبد الله زدنا قال حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200