إليه وإلى أمثاله وناهيك بهذا الخبط دليلا على خروجه عن الحق إن احتجت إلى دليل:
الثاني عشر: ما هو معلوم من تتبع كتبه وكتب الإمامية حيث يظهر بينهما مباينة كلية فلا تراهم يذكرونه في رجالهم ولا في مصنفاتهم ولا ينقلون أقواله ولا استدلاله ولا يحتجون بروايته ولا له في أصواتهم ولا في فروعهم إلا بذم أو نحوه وكذلك هو لا ينقل عن أحد منهم شيئا إلا على وجه الانكار والتشنيع.
فإن قلت: ينسب إليه رسالة تسمى سر العالمين يظهر منها ميله إلى تقديم أمير المؤمنين عليه السلام بالنص على الخلافة وذلك في نحو ورقتين صغيرتين.
قلت: هذه الرسالة على تقدير صحة نسبتها إن كانت سابقة فقد ضل بعدها عن الحق وظاهر رسالته المنقذ أنه كتبها في آخر عمره بل قد صرح فيها بذلك وذكر فيها كتبه المشهورة وتاريخها بعد الخمسمائة ووفاته سنة خمس وخمسمائة واشتهر أن تشيعه من صحبة المرتضى في طريق مكة وهو غلط فإن وفاة المرتضى قبل ولادة الغزالي أو قريبا منها.
وقد أنكر بعض المحققين كون الرسالة له ولو ثبت فلعله كتبها في أول عمره ورجع عنها ولو سلم العكس فهل تجوز المتابعة له في كتبه السابقة على رجوعه إلى الحق أليس يلزم فساد جميع ما قدمه وما انكشف له ونقض ما خزله وما الفرق بين كلامه اليسير في الرسالة المذكورة وبين ما روي عن أبي بكر وعمر من إقرارهما بالحق أحيانا مثل لولا علي عليه السلام لهلك عمر (1).
كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم إلى غير ذلك (2) فيلزم من تشيع الغزالي تشيعهما وحجية قولهما كما يدعيه هؤلاء في الغزالي وقد ظهر منه تكفير الإمامية في مواضع