لم يكن مؤمنا فلذلك لا يجوز لعن قاتله كما يجوز لعن قاتل كل مؤمن فاعتبروا يا أولي الأبصار.
الرابع: ما قاله في رسالة سماها المنقذ من الضلالة (1) يتضمن الرد على من يقول بالأخذ عن المعصوم وسماهم أهل التعليم لقولهم إنهم يتعلمون من المعصوم بعد أن ترك التدريس والاشتغال بالعلوم وتجرد للخلوة والانقطاع والرياضة مدة عشر سنين قال: فانكشف لي أمور لا يمكن وصفها وعلمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله حتى أنهم وهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصوات أو يقتبسون منهم فوائد ثم ترقى الحال إلى مشاهدة الصور والأمثال والأشكال قال: ومما بان لي في هذه الأمور حقيقة النبوة وخاصيتها.
ثم ذكر كلاما في دعوى الكشف حتى شرع في التصريح ببطلان مذهب الإمامية فقال: شاع بين الخلق تحديثهم بمعرفة الأمور من جهة المعصومين فابتدأت بطلب كتبهم وجمع مقالاتهم وقد كان بلغني بعض الكلمات المستحدثة فرتبتها واستوفيت الجواب عنها حتى أنكر بعض أهل الحق متابعتهم في تقرير حجتهم وقال:
هذا سعي لهم فإنهم كانوا يعجزون عن نصرة مذاهبهم بمثل هذه الشبهات لولا تحقيقك لها وترتيبك إياها وهذا الانكار حق من وجه.
ولقد أنكر أحمد بن حنبل على الحرث المحاسبي تصنيفه في الرد على المعتزلة فقال الحرث: الرد على المبتدعة فرض فقال أحمد: نعم ولكن حكيت شبهتهم أولا ثم أجبت عنها فلم يأمن أن يطالع أحد الشبهة فتعلق بفهمه ولا يلتفت إلى الجواب أو ينظر في الجواب ولا يفهم كنهه، وما ذكره أحمد حق لكن في شبهة لم تشتهر أما إذا اشتهرت فالجواب عنها واجب انتهى ما أردنا نقله. فانظر ما بلغ من شدة عناده للإمامية وأئمتهم.