ولنذكر مما ظهر من ذلك اثنا عشر أمرا.
الأول: دعواه إنه بعد المجاهدات العظيمة والرياضات الكثيرة ووصوله إلى مرتبة الكشف انكشف له فضل أبي بكر على علي عليه السلام بمراتب كما هو ظاهر لمن طالع كتابه وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في بحث الكشف.
الثاني: ما صرح به فيه من نسبة الظلم والشر والكفر إلى الله على قاعدة الأشاعرة فقال: فمنه أي من الله الخير والشر والإيمان والكفر آخر كلامه كما هو موجود في كتابه، ونقله عنه ابن طاووس في كتاب الطرايف فكيف يجوز لمن ينتسب إلى الإمامية أن يقلده ويحسن الظن وهذا إقراره واعتقاده.
الثالث: ما صرح به فيه من عدم جواز سب يزيد والحجاج وقد تقدمت عبارته وهل يوجد نصب وعداوة لآل محمد أبلغ من هذا مع أنه قد شاع وذاع من رواية العامة والخاصة الحديث المشهور أن أبا سفيان ركب بعيرا وكان معاوية يقوده ويزيد يسوقه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعن الله الراكب والقايد والسايق (١) فهل يعتقد الغزالي أن النبي صلى الله عليه وآله فعل ما لا يحل ولا يجوز أو يعتقد أن ما أظهره يزيد من الإسلام كان صحيحا وذلك خلاف إجماع الإمامية وإذا لاحظت هذا الحديث مع قوله تعالى ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾ (2) والحديث الذي رواه الكشي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله (3).
وما يأتي في الحلاج وأمثاله ظهر لك نتيجة المقدمتين المؤلفتين من الحديثين إن لم تخرج عن سمت الإنصاف ثم انظر في قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه) الآية (4) أفيعتقد الغزالي أن الحسين عليه السلام