الباب الثاني عشر في إبطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله قد عرفت وعرف كل من تتبع العامة والخاصة إن التصوف من طريق المخالفين لأهل البيت عليهم السلام: ولما تبعهم هؤلاء المنتمون إلى التشيع استلزم ذلك محبتهم لمشايخ الصوفية الذين هم أعداؤهم عليهم السلام وأنجز الأمر إلى عداوة علماء الإمامية لمباينة الطريقتين بالكلية كما هو ظاهر حتى صاروا يدعون تارة أن أكثر مشايخ الصوفية كانوا شيعة وتارة أن أكثر علماء الشيعة كانوا صوفية ودعواهم في الموضعين ظاهرة الفساد مستلزمة لموالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وذلك محرم شرعا وتحريمه واضح ونزيده توضيحا بوجوه اثني عشر:
الأول: عدم ظهور دلالة على الجواز مع ظهورها على المنع كما يأتي هنا وفي الفصول إن شاء الله.
الثاني: قضاء الضرورة من الدين كما هو ظاهر.
الثالث: قضاء صريح العقل بقبحه وإن من والا عدو أحد فقد عاداه وبالعكس، وقد شاع من كلام الحكماء والعلماء قولهم: الأصدقاء ثلاثة والأعداء ثلاثة، فالأصدقاء الصديق وصديق الصديق وعدو العدو، والأعداء العدو وعدو الصديق وصديق العدو وذلك مما يشهد بصحته كل عاقل فعلم أن من عادى وليا لله أو والا عدوا لله فقد عادى الله.
الرابع: تصريح القرآن الكريم في آيات كثيرة قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباؤهم أو أبناؤهم