الشرعي منزلة الامتناع العقلي في قولهم نطقت الحال بكذا.
الخامس: أن يكون المراد بالترجيع ترديد الكلمات وتكرار الآيات فإن ذلك يلزم منه ترجيع الصوت والرجوع إليه مرة بعد مرة وقد ورد الأمر بذلك في آيات الرحمة والعذاب وغيرها، وكونه خلاف الظاهر غير ضاير لضرورة الحمل على مثله عند تعذر الحمل على الظاهر وقد ذكر الفقهاء أنه يكره الترجيع في الأذان إلا للإشعار وفسروا الترجيع بتكرار التكبير والشهادتين وهو يقرب هذا الوجه وكذلك قول أهل اللغة إن رجع الكلام تكراره ومراجعة الخطاب معاودته وكذلك ما تقدم نقله عن صاحب كتاب قصص الأنبياء عليهم السلام.
السادس: أن يكون ذلك حثا على كثرة قراءة القرآن والاشتغال به في جميع الأوقات كما ورد الأمر به في أحاديث كثيرة إذ يلزم منه ترجيع الصوت كما مر فاستعمل اللفظ وأريد به ملزوم معناه وله نظاير وهذا قريب من الوجه الذي قبله وهما من وجوه المجاز لهذا اللفظ وربما يقرب هذا الوجه ما تضمنه السؤال من أن الشيطان يوسوس له بإرادة الريا ليمنعه من قراءة القرآن، فاقتضت الحكمة مجاهدة الشيطان وتحصيل ضد مقصوده لئلا يطمع في المكلف.
السابع: أن يكون المراد بترجيع الصوت قرائته على وجه الحزن كما ورد الأمر به صريحا في قولهم عليهم السلام أن القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن (1) ووجهه أن ترجيع الصوت في النوح لما كان يقتضي زيادة الحزن جاز أن يستعمل في مطلق الصوت الحزين ويكون استعارة تبعية كما مر ويخص بما لا يرجع الترجيع الحقيقي للأدلة على تحريم الغناء كما عرفت.
الثامن: أن يكون الترجيع استعارة أيضا لكن بمعنى التبيين من حيث إن الترجيع يستلزمه غالبا أو دائما فأطلق على التبيين الحاصل بدونه.
وقد روي عن أبي عبد الله في قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) قال: قال