بل يحركون رؤسهم وأبدانهم حركة عنيفة لأجل ذلك ويجهدون أنفسهم فيه ومن عرف أحوالهم واطلع عرف أن أمرهم في الحالين مقصور على الظاهر دون الباطن ولا شك أن الشيطان قصد صرفهم عن العبادة الشرعية في الحالين فصارت همتهم مصروفة إلى المبالغة في إخراج الحروف وتحسين الصوت ونحوهما مع أنه لا يوافق الشرع شئ مما يفعلونه وهذا كاف في فساد طريقهم غير إنا نذكر في ذلك اثني عشر وجها.
الأول: عدم ظهور دلالة قطعية على ذلك كما مر مرارا ولا يخفى أن إثبات عبادة شرعية بغير دليل تشريع مردود.
الثاني: مخالفة لعمل الشيعة وإجماعهم قديما وحديثا إلى قريب من هذا الزمان كما عرفت وستعرف دخول المعصومين عليهم السلام في ذلك الاجماع وخروج هؤلاء الشذاذ لا يقدح لما عرفت من فساد أقوالهم وأفعالهم.
الثالث: مخالفة لطريقة النبي والأئمة عليهم السلام إذ قد نقلت أحوالهم وآثارهم على غير هذا الوجه كما ستعرف إن شاء الله.
الرابع: الآيات الشريفة القرآنية الدالة على النهي عن الافراط في رفع الصوت بالذكر كقوله تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول (١) ﴿ولا تجهر بصوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا﴾ (2) (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين (3) إلى غير ذلك من الآيات ومنافاتها لعلو الصوت إلى هذا الحد الذي يفعلونه ظاهرة مع أنهم يصلون فيه إلى حد الغناء وقد تقدم من أدلة تحريمه ما لا مزيد عليه في مثله.
الخامس: ما رواه الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي كثير الذكر لقد