الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١٤٩
بل يحركون رؤسهم وأبدانهم حركة عنيفة لأجل ذلك ويجهدون أنفسهم فيه ومن عرف أحوالهم واطلع عرف أن أمرهم في الحالين مقصور على الظاهر دون الباطن ولا شك أن الشيطان قصد صرفهم عن العبادة الشرعية في الحالين فصارت همتهم مصروفة إلى المبالغة في إخراج الحروف وتحسين الصوت ونحوهما مع أنه لا يوافق الشرع شئ مما يفعلونه وهذا كاف في فساد طريقهم غير إنا نذكر في ذلك اثني عشر وجها.
الأول: عدم ظهور دلالة قطعية على ذلك كما مر مرارا ولا يخفى أن إثبات عبادة شرعية بغير دليل تشريع مردود.
الثاني: مخالفة لعمل الشيعة وإجماعهم قديما وحديثا إلى قريب من هذا الزمان كما عرفت وستعرف دخول المعصومين عليهم السلام في ذلك الاجماع وخروج هؤلاء الشذاذ لا يقدح لما عرفت من فساد أقوالهم وأفعالهم.
الثالث: مخالفة لطريقة النبي والأئمة عليهم السلام إذ قد نقلت أحوالهم وآثارهم على غير هذا الوجه كما ستعرف إن شاء الله.
الرابع: الآيات الشريفة القرآنية الدالة على النهي عن الافراط في رفع الصوت بالذكر كقوله تعالى (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول (١) ﴿ولا تجهر بصوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا﴾ (2) (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين (3) إلى غير ذلك من الآيات ومنافاتها لعلو الصوت إلى هذا الحد الذي يفعلونه ظاهرة مع أنهم يصلون فيه إلى حد الغناء وقد تقدم من أدلة تحريمه ما لا مزيد عليه في مثله.
الخامس: ما رواه الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي كثير الذكر لقد

(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200