كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ولقد كان يحدثه القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا إله إلا الله (1).
أقول: هذا دال على خلاف طريقتهم في المقامين كما ترى.
السادس: ما رواه أيضا عنه عليه السلام قال قال الله عز وجل من ذكرني سرا ذكرته علانية (2).
السابع: ما رواه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) (3).
أقول: الذي يفهم من الذكر في السر هو الاخفات بذكر الله مع النطق باللسان ومنافاة ذلك لعلو الصوت الذي هو شعارهم ظاهرة، ويعلم من ذلك أن فعلهم مرجوح وتركه أولى ويأتي تمام الكلام إن شاء الله.
الثامن: ما رواه بإسناده قال: قال الله عز وجل لعيسى عليه السلام اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي (4).
التاسع: ما رواه عن أحدهما قال: لا يكتب الملك إلا ما سمع وقد قال الله عز وجل (واذكر ربك في نفسك فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل إلا الله لعظمته) (5).
أقول: دلالة هذا وأمثاله على مرجوحية علو الصوت المفرط وغيره بالذكر واضحة وذكر الله في النفس إنما يفهم منه استحضار عظمة الله في القلب فإنه مقابل النسيان وأما مجرد تصور إخراج الحروف من جوانب القلب كما مر فلا يفهم من شئ من