الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١١٧
رسول الله صلى الله عليه وآله أنهاكم عن الزفن والمزمار وعن الكوبات والكبرات (1).
أقول: الزفن الرقص كما ذكره أهل اللغة.
ومنها: ما رواه العامة والخاصة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه كانوا يجلسون في المسجد وغيره كأنما على رؤسهم الطير من الوقار. وأين هذا من الأفعال التي يأتي بها الصوفية؟!
ومنها: ما رواه الطبرسي في مجمع البيان عند قوله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) (2) عن النبي صلى الله عليه وآله إنه كان في غزاة فأشرفوا على واد فجعل الناس يكبرون ويهللون ويرفعون أصواتهم فقال صلى الله عليه وآله أيها الناس اربعوا على أنفسكم أما إنكم لا تدعون الأصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا (3).
ومنها: ما رواه أصحابنا في أحاديث متعددة من النهي عن رفع الصوت في المسجد وهؤلاء أكثر ما يفعلون هذه الأفعال في المسجد وهذا النهي إما للتحريم أو الكراهية وعلى كل حال يدل على المرجوحية وهم يعتقدون رجحانه وهي مخالفة صريحة للشرع ولم يثبت أصل المشروعية ليكون حكمه حكم مكروه العبادة مع ظهور قبحه وشناعته وبشاعته وما أحسن قول من قال:
أيا جيل التصوف شر جيل * لقد جئتم بشئ مستحيل أفي القرآن قال لكم إلهي * كلوا مثل البهائم وارقصوا لي وقال الآخر:
لو كان مولانا يحب الغنى * أرسل مع كل نبي رباب أو كان بالرقص ينال المنى * ما دخل الجنة غير الدباب

(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200