حمزة رحمه الله في كتاب الهادي إلى النجاة من جميع المهلكات فإنه نقل فيه أخبارا كثيرة عن الشيخ المفيد وغيره في مذمة الصوفية ثم قال: ما حاصله أن معاوية لعنه الله حصل له حصر البول وكان من شدة الوجع يقوم ويدور وقد يبقى بغير شعور و كان جماعة من بني أمية ومشايخهم لإظهار محبته يفعلون مثل فعله ويقولون الله الله ويقعون إلى الأرض ويطلبون من الله الشفاء وإذا سكن وجعه يشتغلون بالغناء ويضربون بالدف ونحوه ويطربون ويصفقون ويرقصون وكانت هذه الأفعال مشهورة في الجاهلية وكان دأب معاوية إحياء بدعة الجاهلية وكان يعمل ذلك في الجاهلية فاشتهرت هذه الأفعال، وكان آخر زمان بني أمية أبو هاشم الكوفي فلزم هذه البدعة لإحياء بدعة معاوية، وفي أثناء ذكره كان يشتغل بهذه الأفعال الشنيعة وهو الذي اخترع مذهب الصوفية ثم اشتهر ذلك بين الناس من العامة وظهرت الفرقة الحلاجية (انتهى).
السابع: إن هذه الأفعال الشنيعة مما يقطع صريح العقل ويجزم صحيح الاعتبار بقبحها وإنها بمنزلة حركات المجانين والصبيان الذي لا تمييز لهم وأنه لا فايدة فيها ولم يرد أمر بها فوجب تركها فكيف جاز لهم فعلها فضلا عن اعتقاد رجحانها وكونها عبادة.
الثامن: ما نقله جماعة من العلماء عن الشيخ المفيد أنه نقل في كتابه الذي ألفه في الرد على أصحاب الحلاج بإسناده عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام أنه سئل عن أحوال هؤلاء وسماعهم الغناء وصفقهم ورقصهم وصياحهم وكونهم يصيرون بغير شعور فقال عليه السلام كلهم من المرائين والخداعين ولا يشتغلون بهذه الأعمال إلا لغرور الناس فإنها من الشيطان وأنهم يتبعونه فقيل له: يا بن رسول الله يقولون لا شعور لنا في بعضها فتلا عليه السلام ﴿يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون﴾ (1)