الإثنا عشرية - الحر العاملي - الصفحة ١١٣
حمزة رحمه الله في كتاب الهادي إلى النجاة من جميع المهلكات فإنه نقل فيه أخبارا كثيرة عن الشيخ المفيد وغيره في مذمة الصوفية ثم قال: ما حاصله أن معاوية لعنه الله حصل له حصر البول وكان من شدة الوجع يقوم ويدور وقد يبقى بغير شعور و كان جماعة من بني أمية ومشايخهم لإظهار محبته يفعلون مثل فعله ويقولون الله الله ويقعون إلى الأرض ويطلبون من الله الشفاء وإذا سكن وجعه يشتغلون بالغناء ويضربون بالدف ونحوه ويطربون ويصفقون ويرقصون وكانت هذه الأفعال مشهورة في الجاهلية وكان دأب معاوية إحياء بدعة الجاهلية وكان يعمل ذلك في الجاهلية فاشتهرت هذه الأفعال، وكان آخر زمان بني أمية أبو هاشم الكوفي فلزم هذه البدعة لإحياء بدعة معاوية، وفي أثناء ذكره كان يشتغل بهذه الأفعال الشنيعة وهو الذي اخترع مذهب الصوفية ثم اشتهر ذلك بين الناس من العامة وظهرت الفرقة الحلاجية (انتهى).
السابع: إن هذه الأفعال الشنيعة مما يقطع صريح العقل ويجزم صحيح الاعتبار بقبحها وإنها بمنزلة حركات المجانين والصبيان الذي لا تمييز لهم وأنه لا فايدة فيها ولم يرد أمر بها فوجب تركها فكيف جاز لهم فعلها فضلا عن اعتقاد رجحانها وكونها عبادة.
الثامن: ما نقله جماعة من العلماء عن الشيخ المفيد أنه نقل في كتابه الذي ألفه في الرد على أصحاب الحلاج بإسناده عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام أنه سئل عن أحوال هؤلاء وسماعهم الغناء وصفقهم ورقصهم وصياحهم وكونهم يصيرون بغير شعور فقال عليه السلام كلهم من المرائين والخداعين ولا يشتغلون بهذه الأعمال إلا لغرور الناس فإنها من الشيطان وأنهم يتبعونه فقيل له: يا بن رسول الله يقولون لا شعور لنا في بعضها فتلا عليه السلام ﴿يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون﴾ (1)

(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 2
2 الباب الأول: في ابطال النسبة وذمها 10
3 الباب الثاني: في ابطال التصوف وذمه 23
4 الباب الثالث: في ابطال اعتقاد الحلول والاتحاد 57
5 الباب الرابع: في ابطال الكشف الذي يدعونه 81
6 الباب الخامس: في ابطال ما يعتقدونه من سقوط التكاليف الشرعية عند ذلك الكشف 88
7 الباب السادس: في ابطال ما يفعلونه من الجلوس في الشتاء وما ابتدعوه من الرياضة وترك اللحم 98
8 الباب السابع: في ابطال ما يجعلونه من أفضل العبادات من الفتل والسقوط على الأرض 112
9 الباب الثامن: في ابطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح 116
10 الباب التاسع: في اثبات ما يبطلونه ويمنعون منه من السعي على الرزق وطلب المعاش والتجمل ونحوها 118
11 الباب العاشر: في تحريم ما يستحلونه ويعدونه عبادة من الغنا على وجه العموم والخصوص صورة كونه في القرآن والذكر 123
12 الباب الحادي عشر: في ابطال ما يفعلونه من الذكر الخفي والجلي على ما ابتدعوه 148
13 الباب الثاني عشر: في ابطال ما صار شعارا لهم من موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله وفيه اثنا عشر فصلا 151
14 الفصل الأول: في تحريم الاقتداء بأعداء الدين ومشابهتهم ومشاكلتهم 158
15 الفصل الثاني: في تحريم الابتداع في الدين 160
16 الفصل الثالث: في ذكر بعض مطاعن مشايخ الصوفية 163
17 الفصل الرابع: في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 183
18 الفصل الخامس: في تحريم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 185
19 الفصل السادس: في وجوب المجادلة في الدين والمناظرة لبيان الحق 187
20 الفصل السابع: في وجوب جهاد النفس وأعداء الدين 188
21 الفصل الثامن: في وجوب اجتناب معاشرة أهل البدع والمعاصي 190
22 الفصل التاسع: في جواز لعن المبتدعين والمخالفين والبراءة منهم 193
23 الفصل العاشر: في تحريم التعصب بالباطل 196
24 الفصل الحادي عشر: في عدم جواز حسن الظن بالعامة واتباع شيء من طريقتهم المختصة بهم 197
25 الفصل الثاني عشر: في وجوب جهاد النفس والكفر والابتداع والفسق 200