هجنة (4) التطويل، ويرتفع عن لكنة (5) التقليل، يكون مدخلا إلى مطول كتبهم، وموصلا إلى تحصيل مذاهبهم، فاقتصرت منها على المهم، امتثالا لسؤال من سأل، متوكلا على الله، مستمدا منه المعونة والتوفيق.
والغرض بهذا العلم إنما هو التوصل إلى السعادة الأخروية بسلوك طريق الحق.
وتحصيل هذا الغرض يقف على بيان إثبات الصانع، وما يصح أن يوصف به من الصفات الإثباتية والسلبية، والنظر في أفعاله سبحانه وتعالى، والنظر في النبوات والإمامة (6) فإن من عرف هذه الأمور بالأدلة أمن من الزلل في كل مقام منها، وأمكنه أن يرشد إليها من ضل عنها، وكان آمنا في معاده، واثقا بصحة ما أخبرت به الرسل، إذ العلم بصدق الرسل يتوقف على ثبوت الحكمة الإلهية، المتوقفة على ثبوت الغنى الذاتي، المتوقف على وجوب الوجود وإحاطة العلم، المتوقف وجوب ثبوت الذات الإلهية. وأنت متحقق أن العلم بالفرع متوقف على العلم بالأصل. ثم العلم بإثبات الصانع إنما يتوصل إليه بأفعاله، فما كان متفردا بالاقتدار عليه كان هو