بسم الله الرحمن الرحيم يجب على كل عاقل نشأ بين العقلاء وسمع اختلافهم في إثبات الصانع ونفيه، وإثبات الثواب والعقاب، أن يصرف فكرته إلى معرفة ذلك، بحيث يأمن نزول الضرر المجوز، ولمن يأمن ذلك إلا بعد معرفة الله ومعرفة ما يجوز أن يوصف به وما لا يجوز، وأنه حكيم لا يفعل القبيح ولا يخل بواجب، وإثبات النبوة، ومن يقوم مقام الأنبياء عند عدمهم، ليهتدي بما سنن له من الطرق الموصلة إلى النجاة، فهذه أربعة فصول:
(٢٩٣)