عقيدة يجب أن يعلم أنه تعالى قديم. إذ لو كان محدثا لافتقر إلى محدث، وتسلسل العلل والمعلولات محال، فلا بد من انتهاء الحوادث إلى قديم. فإذا عرف ذلك عرف استحالة أن يكون تعالى جسما أو عرضا أو حالا في محل، لأن كل متصف بذلك حادث، وقد وضح أنه قديم.
وإذا تحقق اتصافه بالقدم، * وجب أن لا يشاركه فيه غيره، إذ لو كان في الوجود قديمان لكان إن لم يتميز (3) أحدهما عن الآخر بأمر استحال التعدد فيهما، وإن تميز (4) أحدهما عن الآخر لزم أن يكون أحدهما مركبا مما به الاشتراك ومما به الامتياز، والمركب لا يكون قديما، لأن القديم لا يكون موجودا إلا بذاته، والواجب الوجود لذاته يستحيل أن يكون مركبا.
عقيدة إذا عرف أنه ليس بجسم ولا عرض، عرف أنه لا يجوز أن يرى، لأنه لو رئي في وجهه فهو جسم أو عرض، وإن رئي من غير مقابلة ولا في جهة كان ذلك غير معقول، وإثباته جهالة.
ويدل على ذلك من القرآن قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك