لا يكون عاد هنا إلا بمعنى صار، وليس يريد أنه عاود حالا كان عليها قبل، وقد جاء عنهم هذا مجيئا واسعا، أنشد أبو علي للعجاج:
وقصبا حني حتى كادا يعود، بعد أعظم، أعوادا أي يصير. وعاد: قبيلة. قال ابن سيده: قضينا على ألفها أنها واو للكثرة وأنه ليس في الكلام ع ي د وأما عيد وأعياد فبدل لازم. وأما ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أهل عاد بالإمالة فلا يدل ذلك أن ألفها من ياء لما قدمنا، وإنما أمالوا لكسرة الدال. قال: ومن العرب من يدع صرف عاد، وأنشد:
تمد عليه، من يمين وأشمل، بحور له من عهد عاد وتبعا جعلهما اسمين للقبيلتين. وبئر عادية، والعادي الشئ القديم نسب إلى عاد، قال كثير:
وما سال واد من تهامة طيب، به قلب عادية وكرور (* قوله وكرور كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالألف وأورد بيتا قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها).
وعاد: قبيلة وهم قوم هود، عليه السلام. قال الليث: وعاد الأولى هم عاد بن عاديا بن سام بن نوح الذين أهلكهم الله، قال زهير:
وأهلك لقمان بن عاد وعاديا وأما عاد الأخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمال عالج عصوا الله فمسخوا نسناسا، لكل إنسان منهم يد ورجل من شق، وما أدري أي عاد هو، غير مصروف (* قوله غير مصروف كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو أريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف.) أي أي خلق هو.
والعيد: شجر جبلي ينبت عيدانا نحو الذراع أغبر، لا ورق له ولا نور، كثير اللحاء والعقد يضمد بلحائه الجرح الطري فيلتئم، وإنما حملنا العيد على الواو لأن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إنما هو من الواو فحملنا هذا عليه.
وبنو العيد: حي تنسب إليه النوق العيدية، والعيدية: نجائب منسوبة معروفة، وقيل: العيدية منسوبة إلى عاد بن عاد، وقيل: إلى عادي بن عاد إلا أنه على هذين الأخيرين نسب شاذ، وقيل: العيدية تنسب إلى فحل منجب يقال له عيد كأنه ضرب في الإبل مرات، قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي، وأنشد الجوهري لرذاذ الكلبي:
ظلت تجوب بها البلدان ناجية عيدية، أرهنت فيها الدنانير وقال: هي نوق من كرام النجائب منسوبة إلى فحل منجب. قال شمر:
والعيدية ضرب من الغنم، وهي الأنثى من البرقان، قال: والذكر خروف فلا يزال اسمه حتى يعق عقيقته، قال الأزهري: لا أعرف العيدية في الغنم وأعرف جنسا من الإبل العقيلية يقال لها العيدية، قال: ولا أدري إلى أي شئ نسبت.
وحكى الأزهري عن الأصمعي: العيدانة النخلة الطويلة، والجمع العيدان، قال لبيد:
وأبيض العيدان والجبار قال أبو عدنان: يقال عيدنت النخلة إذا صارت عيدانة، وقال المسيب بن علس:
والأدم كالعيدان آزرها، تحت الأشاء، مكمم جعل قال الأزهري: من جعل العيدان فيعالا جعل النون