القرن الذي كانوا فيه وبقواهم يذكرون الله، قال أبو منصور: وقول ابن الأعرابي في التفريد عندي أصوب من قول القتيبي. وفي الحديث عن أبي هريرة:
أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في طريق مكة على جبل يقال له بجدان فقال: سيروا هذا بجدان، سبق المفردون، وفي رواية: طوبى للمفردين، قالوا: يا رسول الله، ومن المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات، وفي رواية قال: الذين اهتزوا في ذكر الله.
ويقال: فرد (* قوله ويقال فرد هو مثلث الراء.) برأيه وأفرد وفرد واستفرد بمعنى انفرد به. وفي حديث الحديبية: لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي أي حتى أموت، السالفة: صفحة العنق وكنى بانفرادها عن الموت لأنها لا تنفرد عما يليها إلا به. وأفردته: عزلته، وأفردت إليه رسولا. وأفردت الأنثى: وضعت واحدا فهي مفرد وموحد ومفذ، قال: ولا يقال ذلك في الناقة لأنها لا تلد إلا واحدا، وفرد وانفرد بمعنى، قال الصمة القشيري:
ولم آت البيوت مطنبات، بأكثبة فردن من الرغام وتقول: لقيت زيدا فردين إذا لم يكن معكما أحد. وتفردت بكذا واستفردته إذا انفردت به.
والفرود: كواكب (* قوله والفرود كواكب كذا بالأصل وفي القاموس والفردود، زاد شارحه كسرسور كما هو نص التكملة، وفي بعض النسخ الفرود.) زاهرة حول الثريا. والفرود: نجوم حول حضار، وحضار هذا نجم وهو أحد المحلفين، أنشد ثعلب:
أرى نار ليلى بالعقيق كأنها حضار، إذا ما أعرضت، وفرودها وفرود وفردة: اسما موضعين، قال بعض الأغفال:
لعمري لأعرابية في عباءة تحل الكثيب من سويقة أو فردا، أحب إلى القلب الذي لج في الهوى، من اللابسات الريط يظهرنه كيدا أردف أحد البيتين ولم يردف الآخر. قال ابن سيده: وهذا نادر، ومثله قول أبي فرعون:
إذا طلبت الماء قالت: ليكا، كأن شفريها، إذا ما احتكا، حرفا برام كسرا فاصطكا قال: ويجوز أن يكون قوله أو فردا مرخما من فردة، رخمه في غير النداء اضطرارا، كقول زهير:
خذوا حظكم، يا آل عكرم، واذكروا أواصرنا، والرحم بالغيب تذكر أراد عكرمة: والفردات: اسم موضع، قال عمرو بن قميئة:
نوازع للخال، إن شمنه على الفردات يسح السجالا * فرصد: الفرصد والفرصيد والفرصاد: عجم الزبيب والعنب وهو العنجد أيضا. والفرصاد: التوت، وقيل حمله وهو الأحمر منه.
والفرصاد: الحمرة، قال الأسود بن يعفر:
يسعى بها ذو تومتين منطق، قنأت أنامله من الفرصاد والهاء في قوله بها على سلافة ذكرها في بيت