إذا شب وغلظ: قد تمعدد، قال الراجز:
ربيته حتى إذا تمعددا ويقال: تمعددوا أي تشبهوا بعيش معد، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، يقول: فكونوا مثلهم ودعوا التنعم وزي العجم، وهكذا هو في حديث آخر: عليكم باللبسة المعدية، وفي الصحاح:
وأما قول معن بن أوس:
قفا، إنها أمست قفارا ومن بها، وإن كان من ذي ودنا قد تمعددا فإنه يريد تباعد، قال ابن بري: صوابه أن يذكر تمعدد في فصل معد لأن الميم أصلية. قال: وكذا ذكر سيبويه قولهم معد فقال الميم أصلية لقولهم تمعدد. قال: ولا يحمل على تمفعل مثل تمسكن لقلته ونزارته، وتمعدد في بيت ابن أوس هو من قولهم معد في الأرض إذا أبعد في الذهاب، وسنذكره في فصل معد مستوفى، وعليه قول الراجز:
أخشى عليه طيئا وأسدا، وخاربين خربا فمعدا أي أبعدا في الذهاب، ومعنى البيت: أنه يقول لصاحبيه: قفا عليها لأنها منزل أحبابنا وإن كانت الآن خالية، واسم كان مضمرا فيها يعود على من، وقبل البيت:
قفا نبك، في أطلال دار تنكرت لنا بعد عرفان، تثابا وتحمدا * عرد: عرد الناب يعرد عرودا: خرج كله واشتد وانتصب، وكذلك النبات. وكل شئ منتصب شديد: عرد، قال العجاج:
وعنقا عردا ورأسا مرأسا قال الأصمعي: عردا غليظا. مرأسا: مصكا للرؤوس. وعردت أنياب الجمل: غلظت واشتدت. وعرد الشئ يعرد عرودا:
غلظ. والعرد والعرند: الشديد من كل شئ، نونه بدل من الدال.
الفراء: رمح متل ورمح عرد ووتر عرد، بالضم والتشديد: شديد، وأنشد:
والقوس فيها وتر عرد، مثل جران الفيل أو أشد ويروى: مثل ذراع البكر، شبه الوتر بذراع البعير في توتره.
وورد هذا أيضا في خطبة الحجاج: والقوس فيها وتر عرد، العرد، بالضم والتشديد: الشديد من كل شئ. ويقال: إنه لقوي شديد عرد.
وحكى سيبويه: وتر عرند أي غليظ، ونظيره من الكلام ترنج.
والعرد: ذكر الإنسان، وقيل: هو الذكر الصلب الشديد، وجمعه أعراد، وقيل: العرد الذكر إذا انتشر واتمهل وصلب. قال الليث:
العرد الشديد من كل شئ الصلب المنتصب، يقال: إنه لعرد مغرز العنق، قال العجاج:
عرد التراقي حشورا معقربا وعرد الرجل إذا قوي جسمه بعد المرض. وعردت الشجرة تعرد عرودا ونجمت نجوما: طلعت، وقيل: اعوجت. وقال أبو حنيفة: عرد النبت يعرد عرودا طلع وارتفع، وقيل: خرج عن نعمته وغضوضته فاشتد، قال ذو الرمة:
يصعدن رقشا بين عوج كأنها زجاج القنا، منها نجيم وعارد وفي النوادر: عرد الشجر وأعرد إذا غلظ وكبر.