لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٧٥
وعبد عليه عبدا وعبدة فهو عابد وعبد: غضب، وعداه الفرزدق بغير حرف فقال:
علام يعبدني قومي، وقد كثرت فيهم أباعر، ما شاؤوا، وعبدان؟
أنشده يعقوب وقد تقدمت رواية من روى يعبدني، وقيل: عبد عبدا فهو عبد وعابد: غضب وأنف، والاسم العبدة. والعبد: طول الغضب، قال الفراء: عبد عليه وأحن عليه وأمد وأبد أي غضب. وقال الغنوي: العبد الحزن والوجد، وقيل في قول الفرزدق: أولئك قوم إن هجوني هجوتهم، وأعبد أن أهجو كليبا بدارم أعبد أي آنف، وقال ابن أحمر يصف الغواص:
فأرسل نفسه عبدا عليها، وكان بنفسه أربا ضنينا قيل: معنى قوله عبدا أي أنفا. يقول: أنف أن تفوته الدرة.
وفي التنزيل: قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، ويقرأ:
العبدين، قال الليث: العبد، بالتحريك، الأنف والغضب والحمية من قول يستحيا منه ويستنكف، ومن قرأ العبدين فهو مقصور من عبد يعبد فهو عبد، وقال الأزهري: هذه آية مشكلة وأنا ذاكر أقوال السلف فيها ثم أتبعها بالذي قال أهل اللغة وأخبر بأصحها عندي، أما القول الذي قاله الليث في قراءة العبدين، فهو قول أبي عبيدة على أني ما علمت أحدا قرأ فأنا أول العبدين، ولو قرئ مقصورا كان ما قاله أبو عبيدة محتملا، وإذ لم يقرأ به قارئ مشهور لم نعبأ به، والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أنه سئل عن هذه الآية فقال: معناه إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين، يقول: فكما أني لست أول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد، وقال السدي: قال الله لمحمد: قل إن كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أول من يطيعه ويعبده، وقال الكلبي: إن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إن كان للرحمن ولد على معنى ما كان، فأنا أول العابدين أول من عبد الله من هذه الأمة، قال الكسائي: قال بعضهم إن كان أي ما كان للرحمن فأنا أول العابدين أي الآنفين، رجل عابد وعبد وآنف وأنف أي الغضاب الآنفين من هذا القول، وقال فأنا أول الجاحدين لما تقولون، ويقال أنا أول من تعبده على الوحدانية مخالفة لكم. وفي حديث علي، رضي الله عنه، وقيل له: أنت أمرت بقتل عثمان أو أعنت على قتله فعبد وضمد أي غضب غضب أنفة، عبد، بالكسر، يعبد عبدا، بالتحريك، فهو عابد وعبد، وفي رواية أخرى عن علي، كرم الله وجهه، أنه قال: عبدت فصمت أي أنفت فسكت، وقال ابن الأنباري: ما كان للرحمن ولد، والوقف على الولد ثم يبتدئ: فأنا أول العابدين له، على أنه ولد له والوقف على العابدين تام. قال الأزهري: قد ذكرت الأقوال وفيه قول أحسن من جميع ما قالوا وأسوغ في اللغة وأبعد من الاستكراه وأسرع إلى الفهم. روي عن مجاهد فيه أنه يقول: إن كان لله ولد في قولكم فأنا أول من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون، قال الأزهري: وهذا واضح، ومما يزيده وضوحا أن الله عز وجل قال لنبيه: قل يا محمد للكفار إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين إله الخلق أجمعين الذي لم يلد ولم يولد، وأول الموحدين للرب الخاضعين
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518