لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٤١
تبغونها عوجا وأنتم شهداء، أي أنتم تشهدون وتعلمون أن نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم، حق لأن الله، عز وجل، قد بينه في كتابكم. وقوله عز وجل: يوم يقوم الأشهاد، يعني الملائكة، والأشهاد: جمع شاهد مثل ناصر وأنصار وصاحب وأصحاب، وقيل: إن الأشهاد هم الأنبياء والمؤمنون يشهدون على المكذبين بمحمد، صلى الله عليه وسلم، قال مجاهد ويتلوه شاهد منه أي حافظ ملك. وروى شمر في حديث أبي أيوب الأنصاري: أنه ذكر صلاة العصر ثم قال: قلنا لأبي أيوب: ما الشاهد؟ قال: النجم كأنه يشهد في الليل أي يحضر ويظهر. وصلاة الشاهد: صلاة المغرب، وهو اسمها، قال شمر: هو راجع إلى ما فسره أبو أيوب أنه النجم، قال غيره: وتسمى هذه الصلاة صلاة البصر لأنه تبصر في وقته نجوم السماء فالبصر يدرك رؤية النجم، ولذلك قيل له (* قوله قيل له أي المذكور صلاة إلخ فالتذكير صحيح وهو الموجود في الأصل المعول عليه.) صلاة البصر، وقيل في صلاة الشاهد: إنها صلاة الفجر لأن المسافر يصليها كالشاهد لا يقصر منها، قال:
فصبحت قبل أذان الأول تيماء، والصبح كسيف الصيقل، قبل صلاة الشاهد المستعجل وروي عن أبي سعيد الضرير أنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهدا لاستواء المقيم والمسافر فيها وأنها لا تقصر، قال أبو منصور: والقول الأول، لأن صلاة الفجر لا تقصر أيضا ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تسم شاهدا. وقوله عز وجل: فمن شهد منكم الشهر قليصمه، معناه من شهد منكم المصر في الشهر لا يكون إلا ذلك لأن الشهر يشهده كل حي فيه، قال الفراء: نصب الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه، المعنى: فمن شهد منكم في الشهر أي كان حاضرا غير غائب في سفره. وشاهد الأمر والمصر: كشهده.
وامرأة مشهد: حاضرة البعل، بغير هاء. وامرأة مغيبة: غاب عنها زوجها. وهذه بالهاء، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس. وفي حديث عائشة: قالت لامرأة عثمان بن مظعون وقد تركت الخضاب والطيب:
أمشهد أم مغيب؟ قالت: مشهد كمغيب، يقال: امرأة مشهد إذا كان زوجها حاضرا عندها، ومغيب إذا كان زوجها غائبا عنها. ويقال فيه: مغيبة ولا يقال مشهدة، أرادت أن زوجها حاضر لكنه لا يقربها فهو كالغائب عنها.
والشهادة والمشهد: المجمع من الناس. والمشهد: محضر الناس. ومشاهد مكة: المواطن التي يجتمعون بها، من هذا. وقوله تعالى:
وشاهد ومشهود، الشاهد: النبي، صلى الله عليه وسلم، والمشهود: يوم القيامة. وقال الفراء: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة لأن الناس يشهدونه ويحضرونه ويجتمعون فيه. قال: ويقال أيضا: الشاهد يوم القيامة فكأنه قال: واليوم الموعود والشاهد، فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه. وفي حديث الصلاة: فإنها مشهودة مكتوبة أي تشهدها الملائكة وتكتب أجرها للمصلي. وفي حديث صلاة الفجر: فإنها مشهودة محضورة يحضرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعدة وهذه نازلة. قال ابن سيده: والشاهد من الشهادة عند السلطان، لم يفسره كراع بأكثر من هذا.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518