لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٣٦
أن يكون بالغا، قال: وقال بعضهم: حتى يبلغ أشده، حتى يبلغ ثماني عشرة سنة، قال أبو إسحق: لست أعرف ما وجه ذلك لأنه إن أدرك قبل ثماني عشرة سنة وقد أونس منه الرشد فطلب دفع ماله إليه وجب له ذلك، قال الأزهري: وهذا صحيح وهو قول الشافعي وقول أكثر أهل العلم. وفي الصحاح: حتى يبلغ أشده أي قوته، وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين، وهو واحد جاء على بناء الجمع مثل آنك وهو الأسرب، ولا نظير لهما، ويقال:
هو جمع لا واحد له من لفظه، مثل آسال وأبابيل وعباديد ومذاكير. وكان سيبويه يقول: واحده شدة وهو حسن في المعنى لأنه يقال بلغ الغلام شدته، ولكن لا تجمع فعلة على أفعل، وأما أنعم فإنه جمع نعم من قولهم يوم بؤس ويوم نعم. وأما من قال واحده شد مثل كلب وأكلب أو شد مثل ذئب وأذؤب فإنما هو قياس، كما يقولون في واحد الأبابيل أبول قياسا على عجول، وليس هو شيئا سمع من العرب. وأما قوله تعالى في قصة موسى، صلوات الله على نبينا وعليه: ولما بلغ أشده واستوى، فإنه قرن بلوغ الأشد بالاستواء، وهو أن يجتمع أمره وقوته ويكتهل وينتهي شبابه. وأما قول الله تعالى في سورة الأحقاف: حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، فهو أقصى نهاية بلوغ الأشد وعند تمامها بعث محمد، صلى الله عليه وسلم، نبيا وقد اجتمعت حنكته وتمام عقله، فبلوغ الأشد محصور الأول محصور النهاية غير محصور ما بين ذلك.
وشد النهار أي ارتفع. وشد النهار: ارتفاعه، وكذلك شد الضحى. يقال: جئتك شد النهار وفي شد النهار، وشد الضحى وفي شد الضحى. ويقال: لقيته شد النهار وهو حين يرتفع، وكذلك امتد.
وأتانا مد النهار أي قبل الزوال حين مضى من النهار خمسة. وفي حديث عتبان بن مالك: فغدا علي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعدما اشتد النهار أي علا وارتفعت شمسه، ومنه قول كعب:
شد النهار ذراعي ع طل نصف قامت، فجاوبها نكد مثاكيل أي وقت ارتفاعه وعلوه. وشده أي أوثقه، يشدوه ويشده أيضا، وهو من النوادر. قال الفراء: ما كان من المضاعف على فعلت غير واقع، فإن يفعل منه مكسور العين، مثل عف يعف وخف يخف وما أشبهه، وما كان واقعا مثل مددت فإن يفعل منه مضموم إلا ثلاثة أحرف، شده يشده ويشده، وعلة يعله ويعله من العلل وهو الشرب الثاني، ونم الحديث ينمه وينمه، فإن جاء مثل هذا أيضا مما لم نسمعه فهو قليل، وأصله الضم. قال: وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أن يشركه الضم، وهو حبه يحبه.
وقال غيره: شد فلان في حضره. وتشددت القينة إذا جهدت نفسها عند رفع الصوت بالغناء، ومنه قول طرفة:
إذا نحن قلنا: أسمعينا، انبرت لنا على رسلها مطروقة، لم تشدد وشداد: اسم. وبنو شداد وبنو الأشد: بطنان.
* شرد: شرد البعير والدابة يشرد شردا وشرادا وشرودا:
نفر، فهو شارد، والجمع شرد. وشرود في المذكر والمؤنث، والجمع شرود، قال:
ولا أطيق البكرات الشردا
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518