بكذا شهادة أي أدى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد، والجمع شهد مثل صاحب وصحب وسافر وسفر، وبعضهم ينكره، وجمع الشهد شهود وأشهاد. والشهيد: الشاهد، والجمع الشهداء. وأشهدته على كذا فشهد عليه أي صار شاهدا عليه.
وأشهدت الرجل على إقرار الغريم واستشهدته بمعنى، ومنه قوله تعالى:
واستشهدوا شهيدين من رجالكم، أي أشهدوا شاهدين. يقال للشاهد:
شهيد ويجمع شهداء. وأشهدني إملاكه: أحضرني.
واستشهدت فلانا على فلان إذا سألته إقامة شهادة احتملها. وفي الحديث: خير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل إن يسألها، قال ابن الأثير: هو الذي لا يعلم صاحب الحق أن له معه شهادة، وقيل: هي في الأمانة والوديعة وما لا يعلمه غيره، وقيل: هو مثل في سرعة إجابة الشاهد إذا استشهد أن لا يؤخرها ويمنعها، وأصل الشهادة: الإخبار بما شاهده. ومنه: يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون، هذا عام في الذي يؤدي الشهادة قبل أن يطلبها صاحب الحق منه ولا تقبل شهادته ولا يعمل بها، والذي قبله خاص، وقيل: معناه هم الذين يشهدون بالباطل الذي لم يحملوا الشهادة عليه ولا كانت عندهم.
وفي الحديث: اللعانون لا يكونون شهداء أي لا تسمع شهادتهم، وقيل:
لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم الخالية. وفي حديث اللقطة:
فليشهد ذا عدل، الأمر بالشهادة أمر تأديب وإرشاد لما يخاف من تسويل النفس وانبعاث الرغبة فيها، فيدعوه إلى الخيانة بعد الأمانة، وربما نزله به حادث الموت فادعاها ورثته وجعلوها قي جمل تركته. وفي الحديث: شاهداك أو يمينه، ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهداك، وحكى اللحياني: إن الشهادة ليشهدون بكذا أي أهل الشهادة، كما يقال: إن المجلس ليشهد بكذا أي أهل المجلس. ابن بزرج: شهدت على شهادة سوء، يريد شهداء سوء.
وكلا تكون الشهادة كلاما يؤذى وقوما يشهدون. والشاهد والشهيد: الحاضر، والجمع شهداء وشهد وأشهاد وشهود، وأنشد ثعلب: كأني، وإن كانت شهودا عشيرتي، إذا غبت عنى يا عثيم، غريب أي إذا غبت عني فإني لا أكلم عشيرتي ولا آنس بهم حجتي كأني غريب. الليث: لغة تميم شهيد، بكسر الشين، يكسرون فعيلا في كل شئ كان ثانيه أحد حروف الحلق، وكذلك سفلى مصغر يقولون فعيلا، قال: ولغة شنعاء يكسرون كل فعيل، والنصب اللغة العالية.
وشهد الأمر والمصر شهادة، فهو شاهد، من قوم شهد، حكاه سيبويه. وقوله تعالى: وذلك يوم مشهود، أي محضور يحضره أهل السماء والأرض. ومثله: إن قرآن الفجر كان مشهودا، يعني صلاة الفجر يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقوله تعالى: أو ألقى السمع وهو شهيد، أي أحضر سمعه وقلبه شاهد لذلك غير غائب عنه. وفي حديث علي، عليه السلام: وشهيدك على أمتك يوم القيامة أي شاهدك. وفي الحديث: سيد الأيام يوم الجمعة هو شاهد أي يشهد لمن حضر صلاته. وقوله:
فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله، الشهادة معناها اليمين ههنا.
وقوله عز وجل: إنا أرسلناك شاهدا، أي على أمتك بالإبلاغ والرسالة، وقيل: مبينا. وقوله: ونزعنا من كل أمة شهيدا، أي اخترنا منها نبيا، وكل نبي شهيد أمته. وقوله، عز وجل: