لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٥٢
أبو عبيد في قول عمر، رضي الله عنه: ما تصعدني شئ ما تصعدتني خطبة النكاح أي ما تكاءدتني وما بلغت مني وما جهدتني، وأصله من الصعود، وهي العقبة الشاقة. يقال: تصعده الأمر إذا شق عليه وصعب، قيل:
إنما تصعب عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظر بعضهم إلى بعض، ولأنهم إذا كان جالسا معهم كانوا نظراء وأكفاء، وإذا كان على المنبر كانوا سوقة ورعية.
والصعد: المشقة. وعذاب صعد، بالتحريك، أي شديد. وقوله تعالى:
نسلكه عذابا صعدا، معناه، والله أعلم، عذابا شاقا أي ذا صعد ومشقة.
وصعد في الجبل وعليه وعلى الدرجة: رقي، ولم يعرفوا فيه صعد.
وأصعد في الأرض أو الوادي لا غير: ذهب من حيث يجئ السيل ولم يذهب إلى أسفل الوادي، فأما ما أنشده سيبويه لعبد الله بن همام السلولي:
فإما تريني اليوم مزجي مطيتي، أصعد سيرا في البلاد وأفرع فإنما ذهب إلى الصعود في الأماكن العالية. وأفرع ههنا:
أنحدر لأن الإفراع من الأضداد، فقابل التصعد بالتسفل، هذا قول أبي زيد، قال ابن بري: إنما جعل أصعد بمعنى أنحدر لقوله في آخر البيت وأفرع، وهذا الذي حمل الأخفش على اعتقاد ذلك، وليس فيه دليل لأن الإفراع من الأضداد يكون بمعنى الانحدار، ويكون بمعنى الإصعاد، وكذلك صعد أيضا يجئ بالمعنيين. يقال: صعد في الجبل إذا طلع وإذا انحدر منه، فمن جعل قوله. أصعد في البيت المذكور بمعنى الإصعاد كان قوله أفرع بمعنى الانحدار، ومن جعله بمعنى الانحدار كان قوله أفرع بمعنى الإصعاد، وشاهد الإفراع بمعنى الإصعاد قول الشاعر:
إني امرؤ من يمان حين تنسبني، وفي أمية إفراعي وتصويبي فالإفراع ههنا: الإصعاد لاقترانه بالتصويب. قال: وحكي عن أبي زيد أنه قال: أصعد في الجبل، وصعد في الأرض، فعلى هذا يكون المعنى في البيت أصعد طورا في الأرض وطورا أفرع في الجبل، ويروى:
وإذ ما تريني اليوم وكلاهما من أدوات الشرط، وجواب الشرط في قوله إما تريني في البيت الثاني:
فإني من قوم سواكم، وإنما رجالي فهم بالحجاز وأشجع وإنما انتسب إلى فهم وأشجع، وهو من سلول بن عامر، لأنهم كانوا كلهم من قيس عيلان بن مضر، ومن ذلك قول الشماخ:
فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي، لا يدهمنك إفراعي وتصعيدي وفي الحديث في رجز:
فهو ينمي صعدا أي يزيد صعودا وارتفاعا. يقال: صعد إليه وفيه وعليه. وفي الحديث: فصعد في النظر وصوبه أي نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأملني. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كأنما ينحط في صعد، هكذا جاء في رواية يعني موضعا عاليا يصعد فيه وينحط، والمشهور: كأنما ينحط في صبب.
والصعد، بضمتين: جمع صعود، وهو خلاف الهبوط، وهو بفتحتين، خلاف الصبب. وقال ابن الأعرابي: صعد في الجبل واستشهد بقوله تعالى:
إليه يصعد الكلم الطيب، وقد رجع أبو زيد إلى ذلك فقال:
استوأرت الإبل إذا نفرت
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518