لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٤٢
والشهيد: المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء. وفي الحديث:
أرواح الشهداء قي حواصل طير خضر تعلق من ورق (* قوله تعلق من ورق إلخ في المصباح علقت الإبل من الشجر علقا من باب قتل وعلوقا:
أكلت منها بأفواهها. وعلقت في الوادي من باب تعب: سرحت. وقوله، عليه السلام: أرواح الشهداء تعلق من ورق الجنة، قيل: يروى من الأول، وهو الوجه إذ لو كان من الثاني لقيل تعلق في ورق، وقيل من الثاني، قال القرطبي وهو الأكثر.) الجنة، والاسم الشهادة. واستشهد: قتل شهيدا.
وتشهد: طلب الشهادة. والشهيد: الحي، عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يستشهد: الحي أي هو عند ربه حي. ذكره أبو داود (* قوله ذكره أبو داود إلى قوله قال أبو منصور كذا بالأصل المعول عليه ولا يخفى ما فيه من غموض. وقوله كأن أرواحهم كذا به أيضا ولعله محذوف عن لان أرواحهم.) أنه سأل النضر عن الشهيد فلان شهيد يقال: فلان حي أي هو عند ربه حي، قال أبو منصور: أراه تأول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم، كأن أرواحهم أحضرت دار السلام أحياء، وأرواح غيرهم أخرت إلى البعث، قال: وهذا قول حسن. وقال ابن الأنباري: سمي الشهيد شهيدا لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، وقيل: سموا شهداء لأنهم ممن يستشهد يوم القيامة مع النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأمم الخالية. قال الله عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، وقال أبو إسحق الزجاج: جاء في التفسير أن أمم الأنبياء تكذب في الآخرة من أرسل إليهم فيجحدون أنبياءهم، هذا فيمن جحد في الدنيا منهم أمر الرسل، فتشهد أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بصدق الأنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويشهد النبي، صلى الله عليه وسلم، لهذه بصدقهم.
قال أبو منصور: والشهادة تكون للأفضل فالأفضل من الأمة، فأفضلهم من قتل في سبيل الله، ميزوا عن الخلق بالفضل وبين الله أنهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله، ثم يتلوهم في الفضل من عده النبي، صلى الله عليه وسلم، شهيدا فإنه قال: المبطون شهيد، والمطعون شهيد. قال: ومنهم أن تموت المرأة بجمع. ودل خبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: أن من أنكر منكرا وأقام حقا ولم يخف في الله لومة لائم أنه في جملة الشهداء، لقوله، رضي الله عنه: ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أن لا تعزموا عليه؟ قالوا: نخاف لسانه، فقال: ذلك أحرى أن لا تكونوا شهداء. قال الأزهري: معناه، والله أعلم، أنكم إذا لم تعزموا وتقبحوا على من يقرض أعراض المسلمين مخافة لسانه، لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يستشهدون يوم القيامة على الأمم التي كذبت أنبياءها في الدنيا.
الكسائي: أشهد الرجل إذا استشهد في سبيل الله، فهو مشهد، بفتح الهاء، وأنشد:
أنا أقول سأموت مشهدا وفي الحديث: المبطون شهيد والغريق شهيد، قال: الشهيد في الأصل من قتل مجاهدا في سبيل الله، ثم اتسع فيه فأطلق على من سماه النبي، صلى الله عليه وسلم، من المبطون والغرق والحرق وصاحب الهدم وذات الجنب وغيرهم، وسمي شهيدا لأن ملائكته شهود له بالجنة، وقيل: لأن ملائكة الرحمة تشهده، وقيل: لقيامه بشهادة الحق في أمر الله حتى قتل، وقيل: لأنه يشهد
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518