قوله: وإياه، قوله في لحاف، لما ذكرنا أن المفعول معه لا يتقدم على العامل فيه اتفاقا.
وأما نحو: كل رجل وضيعته، وأنت ورأيك، فالرفع فيه واجب، وإن قصد المصاحبة، لعدم فعل ومعناه.
وأجاز الصيمري (1) نصبه بالخبر المقدر، وأنكره ابن بابشاذ (2)، ويجب على مجيز النصب إضمار الخبر قبل الواو، أي كل رجل مقرون وضيعته، فان أظهرت الخبر على هذا الوجه، فلا كلام في جواز نصبه.
هذا كله بناء على أصلهم، وأنا لا أرى منعا من تقدم المفعول معه على عامله إذا تأخر عن المصاحب، فان ذلك مع واو العطف الذي هو الأصل، جائز، نحو: زيدا وعمرا لقيت، فنقول: العامل في " الجماعة " (3) و: " إياه ": كالذي، وفي لحاف.
وإنما امتنع النصب في الأصح في " ضيعته، لتكون الخبر المقدر أضعف من الظاهر.
وإذا وقع بعد المفعول معه حال مما قبله، أو خبر عنه، نحو: كنت وزيدا قائما، وسرت وزيدا راكبا فحكمه في مطابقة ما قبله حكمه لو وقع قبل المفعول معه، وقد يجوز أن يعطي حكم ما بعد المعطوف، فيقال: كنت وزيدا منطلقين، وسرت وزيدا راكبين،