معنوي، لا يخرج ذلك عن معنى: ما صنعت وما تصنع، لان هذا ملابسة أيضا، يعني (1) أن سيبويه لا يريد بتقدير " ملابستك ": أن الاسم منصوب بهذا المصدر المقدر لان المصدر العامل مع معموله كالموصول وصلته، ولا يجوز حذف الموصول مع بعض صلته وإبقاء البعض الاخر، كما يجئ في باب المصدر، وإنما قدره سيبويه بهذا، لتبيين المعنى فقط، لا لان اللفظ مقدر بما ذكر.
قال الأندلسي: بل أراد أن المصدر المقدر هو العامل، وإنما جاز ذلك ههنا لقوة الدلالة عليه، لان " مالك، وما شأنك " إذا جاء بعدهما نحو " وزيد " دل على أن الانكار إنما هو لملابسة المجرور لذلك الاسم، ولا سيما أن الواو بمعنى " مع " تؤذن بمعنى الملابسة.
وقال الأندلسي، يجوز أن يكون النصب بكان، مقدرة، كما في: ما أنت وزيدا، أي: ما كان شأنك، وما كان لك.
وقال السيرافي وابن خروف (2): الاسم منصوب بلابس كأنك قلت: مالك لا بست زيدا، والواو دال على معنى " لابس "، وإنما ارتكبا هذا تفاديا مما لزم سيبويه من نصب الاسم بمصدر مقدر، ويلزمهما نيابة الواو عن الفعل ونصب الاسم بها، إذ لا يصح الجمع بين الواو، وذلك الفعل المقدر، فيؤذي مذهبهما في هذا (3) إلى مذهب عبد القاهر في الجميع.
والقسم الثاني: أعني الذي لا يكون في لفظه، مشعر بالعامل قوي، نحو: ما أنت وزيدا، وكيف أنت وقصعة من ثريد، و: