(دخن) (ه) فيه (أنه ذكر فتنة فقال: دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي) يعنى ظهورها وإثارتها، بالدخان المرتفع. والدخن بالتحريك: مصدر دخنت النار تدخن إذا ألقى عليها حطب رطب فكثر دخانها. وقيل أصل الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد.
(ه) ومنه الحديث (هدنة على دخن) أي على فساد واختلاف، تشبيها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر. وجاء تفسيره في الحديث أنه لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه: أي لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها، كالكدورة التي في لون الدابة.
(باب الدال مع الدال) (دد) (ه) فيه (ما أنا من دد ولا الدد منى) الدد: اللهو واللعب، وهي محذوفة اللام وقد استعملت متممة: ددا كندي، وددن كبدن، ولا يخلو المحذوف أن يكون ياء، كقولهم يد في يدي، أو نونا كقولهم لد في لدن. ومعنى تنكير الدد في الجملة الأولى: الشياع والاستغراق، وأن لا يبقى شئ منه إلا وهو منزه عنه: أي ما أنا في شئ من اللهو واللعب. وتعريفه في الجملة الثانية لأنه صار معهودا بالذكر، كأنه قال: ولا ذلك النوع منى، وإنما لم يقل ولا هو منى، لان الصريح آكد وأبلغ. وقيل اللام في الدد لاستغراق جنس اللعب. أي ولا جنس اللعب منى، سواء كان الذي قلته أو غيره من أنواع اللعب واللهو. واختار الزمخشري الأول، وقال: ليس يحسن أن تكون لتعريف الجنس [لان الكلام يتفكك] (1) ويخرج عن التئامه. والكلام جملتان، وفى الموضعين مضاف محذوف تقديره: ما أنا من أهل دد ولا الدد من أشغالي.
(درأ) (ه) فيه (ادرأوا الحدود بالشبهات) أي ادفعوا. درأ يدرأ درءا إذا دفع.
(ه) ومنه الحديث (اللهم إني أدرأ بك في نحورهم) أي أدفع بك في نحورهم لتكفيني أمرهم. وإنما خص النحور لأنه أسرع وأقوى في الدفع والتمكن من المدفوع.
* ومنه الحديث (إذا تدارأتم في الطريق) أي تدافعتم واختلفتم.