تمرة ثم أعرض وأشاح " أي عدل بوجهه وذلك فعل الحذر من الشئ أو الكاره للأمر وقوله يفتر أي يتبسم ومنه يقال فررت الدابة إذا نظرت إلى سنها وحب الغمام البردشبه ثغره به والغمام السحاب وقوله سأله أباه عن شكله فإنه أراد سأله عن نحوه ومن ذلك قول أبي ذؤيب [من الطويل] فما أدري أشكلهم شكلي ومنه يقول الناس هذا شكل هذا وهذا لا يشاكل هذا وقوله في دخوله جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله في ذلك الوقت ولكنه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه فتوصله إلى العامة وقوله يدخلون روادا وهو جمع رائد والرائد الذي يبعث به القوم يطلب لهم الكلأ ومساقط الغيث ولم يرد الكلأ في هذا الموضع ولكنه ضربه مثلا لما يلتمسون عنده من النفع في دينهم ودنياهم والعلم وقوله ولا يتفرقون إلا عن ذواق والذواق أصله الطعم ولم يرد الطعم هاهنا ولكنه ضربه مثلا لما ينالون عنده من الخير وقوله ويخرجون أدلة يريد أنهم يخرجون من عنده بما قد علموه مدلون عليه الناس وينبؤنهم به وهو جمع دليل وهو مثل شحيح وأشحة وسرير وأسرة وجليل وأجلة وقوله في ذكر مجلسه لا تؤبن فيه الحرم أي لا تقرف فيه يقال أبنته بكذا من السر إذا رميته به ومنه قوله في حديث الإفك " شيروا علي في أناس أبنوا أهلي وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ":
ومنه قول أبي الدرداء " إن نؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس عندنا " فلعل هذا أن يكون بهذا ومنه قيل رجل مأبون أي مقروف بخلة من السوء ويقال أبنته آبنه جميعا