إليه اكرما له وإذ أمام ذلك شيكأنكم تقتدون به وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف وإذا أنت كأنك تبعثها يا رسول الله قال فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال أما ما رأيت من الطريق الرحب اللاحب السهل فذلك ما حملتكم عليه من الهدى فأنتم عليه وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها لم نتعلق بها ولم نردها.
وأما الرعلة الثانية والثالثة وقص كلامه فانا لله وانا إليه راجعون وأما أنت فعلى طريقة صالحة فلن تزال عليها حتى تلقاني وأما المنبر فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا وأما الرجل الطوال الآدم فذلك موسى نكرمه بفضل كلام الله إياه وأما الرجل الربعة التار الأحمر فذلك عيسى نكرمه بفضل منزلته من الله جل وعز وأما الشيخ الذي رأيت كأننا نقتدي به فذلك إبراهيم عليه السلام وأما الناقة العجفاء الشارف التي رأيتني أبعثها فهي الساعة علينا تقوم نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي قال فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا أحدا عن رؤيا الا أن يجئ الرجل متبرعا فيحدثه بها.
حدثنيه أبي حدثنيه عبد الله بن هارون ثنا حازم بن محمد التمار عن الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني عن سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي الجهني عن ابن زمل الجهني.
أما قوله على طريق رحب فالرحب الواسع ومنه يقال رحبت بلاده أي اتسعت ومنه يقال مرحبا.
قال الأصمعي في قول الناس مرحبا أتيت رحبا أي سعة وقولهم أهلا أي أتيت أهلا لا غرباء فاستأنس ولا تستوحش وسهلا أي أتيت سهلا حزنا وهو في مذهب الدعاء كما تقول لقيت خيرا وأما اللاحب فالطريق المنقاد الذي لا ينقطع قال امرؤ القيس [من الطويل] على لأحب لا يهتدى بمناره * إذا سافه العود الديافي جرجرا