" أعطه أيضا " ثم ناولني صرة أخرى وقال: " أعطه أيضا ". فقلت: جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت، فلم تعينه على نفسك؟ فقال: " إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله ".
ثم تناول مخدة أدم، فيها ثلاثة آلاف درهم وضح (1) وقال: " أعطه هذه أيضا ".
قال: فخرجت إليه فأعطيته المائة الأولى، ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح بها، حتى ظننت أنه سيرجع ولا يخرج، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم.
فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة!!
فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم. فرماه الله بالذبحة (2) فما نظر منها إلى درهم ولا مسه. (3) اخباره يحيى بن خالد البرمكي عن زمان شهادته (عليه السلام) [249] - 4 - قال الطوسي:
روى محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن عباد المهلبي قال: لما حبس هارون الرشيد أبا إبراهيم موسى (عليه السلام) وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس تحير الرشيد، فدعا يحيى بن خالد البرمكي، فقال له: يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب، ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه؟