الصلاة عليه (عليه السلام) [84] - 8 - روى ابن حمزة:
عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعبد الرزاق، عن معمر، عن على بن زيد، قال: قلت لسعيد بن المسيب، إنك أخبرتني أن على بن الحسين (عليه السلام) النفس الزكية، وإنك لا تعرف له نظيرا، قال: كذلك، وما هو مجهول ما أقول فيه، والله ما رؤى مثله.
قال على بن زيد فقلت له: والله إن هذه الحجة لوكيدة يا سعيد، فلم لم تصل على جنازته.
قال: سمعته يقول: أخبرني أبي أبو عبد الله الحسين، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل، عن الله تعالى أنه قال: " ما من عبد من عبادي آمن بي، وصدق بك، وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس، إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ".
فلم أر شاهدا أفضل من على بن الحسين، حيث حدثني بهذا الحديث، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح وانهال الناس يتبعونه، حتى وضعت الجنازة، فقلت: إن أدركت الدهر فاليوم، فلم يبق رجل ولا امرأة، ثم خرجنا إلى الجنازة فوثبت لأصلي، فجاء تكبير من السماء، فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي، فكبر من في السماء سبعا، وكبر من في الأرض سبعا، وصلوا على على بن الحسين (عليه السلام)، ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة عليه، إن هذا لهو الخسران المبين.
قال: فبكى سعيد، وقال: ما أردت إلا خيرا، ليتني كنت صليت عليه، فإنه ما رؤى مثله. (1)